الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتسم الموازنة العامة للملكة العربية السعودية للعام الحالي 2017 بتوازنها من حيث حجم الإيرادات والنفقات وتحفظها بشأن متوسط سعر النفط الذي تم اعتماده في الموازنة، كما أنها جاءت تفصيلية وشفافة وأكدت التزام الحكومة بمواصلة الإنفاق الاستثماري، ولكن ما زلنا نواجه تحديات تتوجب من الجميع الحصافة المالية وربط الأحزمة، ولربط الأحزمة لابد من إجادة فن الإدخار.
مفهوم الإدخار والتوفير لا يعني فقط إيداع مبلغ من المال في البنك، إنما من الممكن تحقيق ذلك بطرق عديدة. لذلك يقع على عاتق المختصين دور كبير في نشر ثقافة الإدخار من خلال التعريف بأهميته وإتقان فنه يساعد على تحقيقه. يعد الإدخار مفهوما قديما ويعتبر من أهم القضايا التي ركز عليها الفكر الاقتصادي كركيزة من ركائز التنمية الاقتصادية، حيث يعرف الإدخار على أنه الإحتفاظ بجزء من المال لوقت الحاجة إليه في المستقبل. وتكمن أهميته في تلبية إحتياجات ورغبات مادية مستقبلية أو مفاجئة.
تنقسم أساليب الإدخار إلى ثلاثة أشكال مختلفة، أولا: تأطير المشتروات بفلسفة تقديم الحاجة على الرغبة، ويتم ذلك عن طريق تحديد الإحتياجات والكماليات، أمثلة ذلك التخطيط المسبق قبل الشراء وتخصيص ميزانية معينة، أيضا ممارسة وإتقان قول لا للرغبات التي حتما سترهق جيب صاحبها. لذلك وجب على الأفراد وضع تصنيف واضح وصارم للإحتياجات والكماليات مما يساعد الفرد أو رب الأسرة على تقنين مصروفاتهم بما يتناسب مع الخطة المالية.
ثانيا: الإحتفاظ بجزء من المال لتحقيق أهداف مستقبلية أو التجاوب مع الظروف الطارئة، ويتم ذلك عن طريق فتح حساب توفير واستقطاع المبالغ المراد توفيرها بطريقة شهرية عند نزول الراتب.
ثالثا: البحث عن وسيلة لتخفيض تكلفة الحاجيات اللازم إقتناؤها. فمن الممكن شراء اللوازم بمبالغ أقل وتوفير الفرق، مثال ذلك شراء المواد الإستهلاكية من منتجات المحل بدلا من العلامات التجارية الكبرى وأيضا الإستفادة من العروض والشراء بالجملة.
مثال آخر السرعة في سداد ديون بطاقات الإئتمان وتقليل الفوائد. ليس من الضروري اتقان جميع تلك الأشكال، ولكن الالتزام ببعض هذه المهارات حتما ستخلق نمط إدخاري أفضل، وسيساهم ذلك في تعزيز ثقة الفرد بنفسه والنظر بتفاؤل وأكثر راحة للمستقبل.
إن ضرورة تبني مشروع وطني يعزز نشر ثقافة الإدخار يهدف إلى تهيئة أفراد المجتمع لاكتساب المهارات اللازمة للاستفادة من مفهوم الإدخار يعد أمرا حتميا وخصوصا في ظل هذه الظروف، للتوصل إلى حلول مميزة تحمي الفرد من الأزمات المالية وتساعد الاقتصاد الوطني على النمو والتطور، ولا نغفل أيضا عن ما يقع على عاتق رب الأسرة من مهمة كبيرة في تثقيف أبنائه وزرع الحصافة المالية وتحديد الأولويات، مما يساعد رب الأسرة على الحصول على الدعم المطلوب من أفراد أسرته عند إتخاذ القرارات، كما يساعد أيضا على بناء ثقافة مالية تفيد أبناءه في المستقبل والحاضر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال