الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر شركة أرثر دي ليتل أقدم شركات الإستشارات تأسيساً حيث تأسست في العام 1886م في مدينة بوسطن الأمريكيه وتحمل إسم مؤسسها الذي كان يعمل كيميائياً في معهد ماساتشوتس للتقنيه (MIT) وكانت الشركة في بداياتها هي الرائدة في مجال الخدمات المهنية وأول الدراسات المهنية التي عملتها كانت عن كيمياء صناعة الورق .
ثم أسس إيدوين بوز في شركته التي تسمت بإسمه في العام 1914م وذلك بعد تخرجه من قسم الإقتصاد في جامعة نورث ويست وتطويره لنظرية توضح أن الشركات ستكون أكثر نجاحاً في حال استدعوا من خارجها من يقوم بتزويدهم بالخبرات الخارجية وكانت تلك بدايه لمهنه الإستشارات الإدارية (Management consulting) كما ذكرت في المقال السابق، بعد ذلك انتقلت تلك الإستشارات إلى القطاع الحكومي في العام 1940م بعد تم تكليف شركة بوز ألن من قبل البحرية الأمريكية بالمساعدة في دراسة متطلبات التجهيز للحرب العالمية الثانيه.
تلى ذلك تأسيس شركة ماكينزي في شيكاغو بواسطة البروفسور جيمس ماكينزي وهو أستاذ المحاسب في جامعة شيكاغو في العام 1926م وكان هدفه تطبيق مبادىء المحاسبة على الإدارة، ثم إندمجت مكينزي مع شركة المحاسبه سكوفيل ويلنقتون لتأسيس شركه مقرها نيويورك وشيكاجو، وبعد وفاته في العام 1937م حصل خلاف بين الشركاء توك كيرني ومارفين بور وهما أول شريكين لمكينزي فقد إنظم الأول للشركه عام 1929م والثاني في العام 1933م ، حيث كان يرغب بور في التوسع داخل الولايات المتحدة وتوظيف حديثي التخرج من كليات إدارة الأعمال بينما كان كيرني يريد البقاء في شيكاغو وتوظيف محاسبين ذو خبرة، وأنتهى ذلك الخلاف بخروج كيرني وتأسيسه شركة إي تي كيرني (AT Kernney) في شيكاغو في العام 1939م واستمرار بور مع شركاء آخرين في الشركه التي تعرف الآن بماكينزي أند كومباني (McKinsey & Co.) .
أما مجموعه بوسطن للإستشارات (BCG) فقد أسست من قبل بروك هندرسون في بوسطن بعد خروجه من شركة أرثر دي ليتل في العام 1963م ، ثم خرجت منها شركة بين (Bain) في العام 1973م بعد خروج سبعه من الشركاء في BCG بقيادة بيل بين في بوسطن أيضاً.
في الخمسينات من القرن الماضي وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية توسعت شركات الإستشارات الإدارية وفتحت مكاتب لها في مختلف العواصم الأوروبيه ثم في الستينات والسبعينات توسعت وفتحت مكاتب لها في مختلف دول العالم.
هذه هي أهم الشركات الإستشارات الإدارية في العالم والملاحظ أن جميعها أمريكية الأصل، وكما ذكرنا سابقاً فإن فاعلية تلك الشركات تقتصر في العادة على تحديد ماذا يجب أن يتم (What) من خلال مكتب إدارة لكل مشروع (PMO) حتى إنتهاء الدراسة وتقديم تقريرها للعميل، وتبقى تلك المكاتب غير متخصصة في كيفية التنفيد (How).
وفي المملكة العربية السعودية فإن جميع تلك الشركات تعمل مع القطاعين العام والخاص وعدد من تلك المكاتب لعب أدواراً رئيسية في إعداد رؤية المملكة 2030 ، ولعلي هنا أستعير ماذكره الدكتور إحسان بوحليقه من أن الإستشاريين لم يأتوا بجديد فيما يتعلق بالأهداف التي نتطلع لتحقيقها حيث كانت موجودة في جميع خطط التنمية الخمسية بدءاً من العام 1970م سواء مايتعلق بتنويع مصادر الدخل أو تطوير الموارد البشرية أو زيادة معدل نمو الناتج المحلي كأهداف رئيسيه ولكن مشكلتنا الأساسية هي عدم تنفيذ تلك الأهداف على مدى نصف القرن الذي مضى بل أننا سرنا في الإتجاه المعاكس تماماً وفاقمنا المشكله!!
ويخشى الدكتور إحسان من أن نقضي مدة مماثله نلوم الإستشاريين ونتراخى في التنفيذ، هذا التراخي يكلفنا الوقت والمال وضياع الفرص ويؤثر سلباً على مستقبل هذا الجيل والأجيال القاد، وربما يعود كابوس تحول المملكة العربية السعودية من مُصدر للبترول إلى مستورد له وبالتالي إنهيار اقتصادها لو تحقق (لاسمح الله).
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال