الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا يمكن تخيل رؤية وطنية تتحقق بلا نفط فالمخزون الذي تملكه السعودية يعادل 67 عاماً من الإنتاج مقارنة بمعدل الإنتاج الحالي عند 11 مليون برميل يومياً. وكما أنه لا يمكن أن يظل اقتصادنا رهن تقلبات أسعار نفط ومخاوف ظهور بدائله؛ فليس من المنطق أن تجرنا العاطفة للتوقع والمطالبة بتحول جذري لا يكون النفط بهذا الحجم من الاحتياطيات جزءاً منه.
الكثيرون يفسرون “تقليل الاعتماد على النفط” وكأنه الانتقام من النفط أو التخلص منه لأنه خدعنا وجذبنا للاعتماد عليه بشكل مطلق بدلاً من العمل على تنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة؛ والبعض الآخر من الخبراء لا يزال يريد سوى التركيز على كيفية إدارة النفط بسياسة: فك الصنبور.. أغلق الصنبور.. وبين ذاك وذاك تتأرجح استراتيجياتنا.
مجرد رفع الدعم الحكومي وخصخة القطاعات الحكومية ليس في النهاية إلا أداة لرفع كفاءة الإنفاق الحكومي لعل وعسى أن يعمل ذلك على الحد من تضخمه وتنظيم استهلاك المنافع الختلفة. ولكن ماذا بعد؟ نتحدث كثيراً عن أهداف التحول لكن كيف يمكن تحقيق هذا التحول؟ هناك أساسيات أو محاور لهذا التحول يجب الاتفاق عليها وأهمها التالي:
1- أي برنامج تحول يقصي النفط من معادلة التحول هو برنامج غير منطقي تماماً؛ فاختلافنا حول النفط يجب أن يتركز حول كيفية إدارتنا للمخزون النفطي حيث أن استخراجه وبيعه كمادة خام تستخدم في إنتاج منتجات أخرى تعود إلينا بأسعار مضاعفة هو سياسة خاطئة وأن البديل الأمثل هو تحويل النفط بمخزونه الضخم إلى عنصر إنتاجي في صناعات ذات عائد أكبر للمجتمع؛ ومشروع النفط للكيماويات (Oil To Chemicals) أفضل مثال؛ لأنه سيخفف من حدة تأثير تقلبات أسعار النفط على الاقتصاد السعودي ويعمل على ضمان تحول تدريجي متزن.
2- التحول الاقتصادي سيقوم على تطوير صناعات تحويلية متعددة تتطلب شراكات مختلفة؛ ولكن ما الذي سيجذب المستثمر الأجنبي مع رفع الدعم الحكومي عن الطاقة للقطاع الصناعي؟ ستبقى بيئة الاستثمار تحدياً كبيراً ما لم يتم العمل على إزالة العوائق المتعلقة بجذب الاستثمار الأجنبي وتشجيع المستثمر الوطني خاصة حيال الجوانب القانونية أو التشريعية الحالية.
3- التنمية المستدامة بحاجة لذراع بحث وتطوير وطني عال المستوى لأنه لا يمكن الاعتماد دائماً على استيراد التقنيات؛ فهل سنرى تفعيلاً حقيقياً لهذا القطاع الحيوي أم مجرد مباني لمراكز الأبحاث والتطوير؟!
التحول الاقتصادي ليس مجرد استبدال مصدر دخل بمصدر آخر مختلف تماماً؛ بل قد يحدث من خلال إيجاد استخدام مختلف لمورد اقتصادي معين كتحويل النفط من مجرد مصدر يستهلك لإنتاج الطاقة إلى لقيم للكيماويات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال