الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعاني الدول الغربية من تحولات سياسية مستغربة وسريعة ويحاول الكثير تفسير هذه الأحداث عبر ربطها بالمشاكل الاجتماعية وإحباطات المجتمعات الداخلية، ويعزو الكثير أن السبب الحقيقي لردود الفعل هذه متعلقة بمخاوف المجتمع من التغيرات الاقتصادية السريعة.
التحولات الاقتصادية الناتجة من الأتمتة والعولمة والنماذج الاقتصادية التي تعتمد على المشاركة مثل “أوبر” و”إير بي آند بي” تهدد نماذج الأعمال الحالية، فما يحدث حاليا هو ردّة فعل كثير من العاملين في الوظائف التقليدية من تلك النماذج الحديثة، حيث يتخوف هؤلاء الموظفون من المنافسة و خسارة مصدر رزقهم نتيجة للعولمة والتقنيات الحديثة وعدم قدرتهم على الاستجابة لهذه التحديات، ومما زاد هذه المخاوف خسارة كثير من الدول الصناعية العريقة لقاعدتها الصناعية لصالح دول صاعدة تتمتع بميزه تنافسية من ناحية التكلفة، حيث شهدت مدن كبيرة كانت مزدهرة إلى تآكل وانخفاض المستوى المعيشي في هذه المجتمعات إلى مستويات مخيفة.
إن فشل الحكومات في الاستجابة لهذه التغييرات دفعت الناخبين إلى خيارات مستغربه، وساهمت تلك التطورات لحصول سياسيين وأفراد على شعبية أعلى بين هذه الشريحة المرتعبة، مما جعل للخطابات التي تقدم الحلول السريعة والبسيطة شعبية أعلى.
ما يحدث الآن يجب أن يشكل درس للحكومات حول العالم لتثقيف القوى العاملة بما يحدث من تغيرات في النماذج الاقتصادية، وتمكينهم بالمهارات اللازمة التي تعطيهم المرونة في التأقلم مع المتغيرات السريعة مما سيمنع تسلق الأشخاص الذين يقدمون الحلول السهلة والبسيطة ويقتاتون على مخاوف الناس، وهذا سيجنب الحكومات العديد من المشاكل الاجتماعية وسيسمح لها بالاستجابة للمتغيرات الاقتصادية بكفاءة أعلى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال