الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يُعتبر “الترفيه” خطوة اقتصادية واجتماعية مهمة لتنويع الموارد لما بعد “عصر النفط” بحسب رؤية 2030؛ لكن حملة الترفيه يجابهها بعض التحفظات تركيزاً على جوانب معينة قد لا تمثل الصورة الكبرى أو الهدف الأكبر والمراد الوصول إليه من خلال تنمية هذه الصناعة التي ينفق عليها السعوديون خارجياً المليارات لغياب البدائل المنافسة في بلدهم.
تعريف الترفيه والإتفاق عليه كمفهوم أمر مهم فالترفيه الذي يتوقعه المجتمع الباحث عن الاسترخاء والاستمتاع بأوقاته لا يمكن أن يعني مجرد قص ولصق ما يقوم به الآخرون. كذلك فالمجالات متعددة ومعروفة ومتداخلة فهناك أنشطة ترفيهية موجودة مسبقاً كالألعاب الرياضية ولكنها تقع تحت إشراف هيئة أخرى ولذا فالمتوقع من إدارة هذه الهيئة الحديثة التأسيس هو تحديد مجال عملها (scope of work) بما يكفل التالي:
1- عدم التداخل مع عمل الهيئات والجهات الأخرى أو المدارة بواسطة الآخرين وفي نفس الوقت التكامل معها ما أمكن.
2- تحديد ومتابعة الأنشطة ذات القيمة المضافة للمجتمع من حيث تحقيق أكبر العوائد ليس كمجرد دخل إضافي للدولة وإبقاء السيولة محلياً؛ بل من خلال المساهمة في خلق الوظائف؛ وأخشى ما يُخشى هو أن نرى أنشطة سهلة الإعداد والتجهيز لها وذلك لمجرد إظهار أن هناك عمل بغض النظر عن الجودة.
لا يُتوقع لهيئة الترفيه كمؤسسة الاستمرار لفترة طويلة وهذا ليس تشاؤماً أو تمنياً لفشلها؛ بل لأن المتوقع من هيئة الترفيه هو العمل على تأسيس صناعة الترفيه بهدف استمرار صناعة الترفيه الداعمة للاقتصاد والمجتمع وليس استمرار هيئة الترفيه ذاتها بمهام متعددة ومتشعبة. فطول بقاء هيئة الترفيه قد يعني عدم تحقيق هدفها الذي تنص عليه رؤية 2030. وبالتالي فهذه ليست مطالبة بإلغاء هذه الهيئة ولكن تأكيداً على الحاجة لفهم إطار ومحتوى عمل هذه الهيئة الفتية وأهدافها وكيفية تقييم عملها والذي يعتبر جانب مهم يتطلب توفير خطة زمنية واضحة تسرد المبادرات الرئيسة وتحدد التاريخ المتوقع لإنجاز كل مبادرة وإلا سنقول أن إنشاء هذه الهيئة كان لمجرد “الترفيه” – كما قد يستخدم الكثيرون مصطلح “الترفيه” لوصف أي نشاط يقومون به لقضاء وقت الفراغ وإن لم يكن بلا فائدة -.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال