الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بعد معاينة وفحص مشروع الوطن الحالي المتجسد في برنامج التحول الوطني 2020 ، يتضح لنا حجم العمل الكبير الذي قدم لانتاج اهداف البرنامج ، وارتباطه الوثيق بما نمتلك من امتيازات ثقافية ومجتمعية وتاريخية، وتفنيد للثروات المالية والبشرية والاصول العينية الحالية والمستقبلية ، والذي جعل رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 مقنعه ومجدية من الجوانب الاقتصادية والمجتمعية وبالامكان تحقيق الاهداف اذا تضافرت جهود كل القطاعات المشاركه في الرؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 ، وبهذا اكتملت عناصر المرحلة الاولى التي وضعت حجر الاساس ونقاط القياس ومعايير تحقيق الاهداف ، النتيجة التي كونت الصورة الكبرى لشكل الدولة في المستقبل القريب والبعيد محددة بمدى زمني واضح.
ولكن عندما دخلنا المرحلة الثانية التي تتطلب انتاج خطط استراتيجية تنفيذية لمختلف القطاعات، بدأ العمل يأخذ منحى ابطأ واقل فعالية ، وفي اعتقادي لاننا لا نولي علوم التنفيذ الاهتمام الذي تستحقة ، فهي منهجيات واساليب ومدارس تنتشر في كثير من الدول، وتعتبر منصات مهمة لتحقيق الاهداف ، وتستثمر الكثير من الشركات والحكومات اموال طائلة فيما يسمي “بحوث التطوير”.
ومن اهم الفروع المعرفية التي تعمل بها هذه التخصصات هي “منهجية التنفيذ” ، وهو تخصص مستقل يباشر فيه التنفيذيون سواءا من خلال دراسه النظرية الاكاديمية او الاستعانة بخبراء الاعمال في ورش عمل يعرضون من خلالها حالات مشابهة من الماضي، وبهذا يتم انتاج الاطار الاساسي لمنهج التنفيذ الذي يضمن الوصول للاهداف باسرع وامن طريقة ممكنه ، وتستخدم “هندسة العمليات” لتكفل للمشروع استمرار الاعمال وفق اسلوب عمل سلس يحقق تراكم المنجزات الادارية خصوصا في حالة التحول المنهجي للاعمال ، فهناك كثير من القطاعات تود انتاج خدمات او منتجات جديدة ولكنها تقدم منتجات حالية تحتاج استمراريتها ، وبهذا الاسلوب تتاكد المنظمة انها تبني المنتجات الجديدة وتحافظ على تقديم وانتاج المنتجات الحالية بالكفاءة المطلوبة.
ولكي نعطي الامر مايستحقه من الاهتمام ، نعرض بشكل اولي المكونات الاساسية لمشاريع التنفيذ ، فأول مكون جوهري لتحقيق استراتيجية تنفيذ ناجحة هو “العاملين في المنظمة” ، فالقوى البشرية هي اهم نقطة لانطلاق اي “مشروع تنفيذ” ناجح ، يجب ان يكون العاملين في المنظمة مؤهلون ومهيئون لتنفيذ المهام الموكلة اليهم بوضوح ، فيجب ان يكون العاملين على اعلى درجات الوعي والفهم لسلسة الاعمال المطلوب تنفيذها على ان تكون متدفقة بشكل سلس ومتناسق ، وتتم مراقبة تحقيق الاهداف الفرعية بشكل تراكمي على المدى الاسبوعي.
وفي اعتقادي ان ارتباط العاملين بالاستراتيجية الاساسية امر في غاية الاهمية لتكون مشاركتهم للانجاز من دوافع القناعة والتقدير النفسي والروحي لاهمية الاهداف ، وعندما نتحدث عن برنامج التحول الوطني 2020 يجب ان يكون العاملين في اي منظمة مشاركة في البرنامج يقدرون سمو الاهداف المراد تحقيقها وانها سوف تشكل اسلوب حياتهم وحياة ابنائهم من بعدهم.
وهذا ماينقلنا الى المكون الثاني لتشكيل برنامج تنفيذي ناجح ، هو “العمليات” والتأكد من ممارستها وانها تسير في اطار تتابعي تراكمي ، ولو احتاجت العمليات الى اعادة صياغة يجب اشراك العاملين في المنظمة في اعادة تصميمها لكي تكون واقعية ومركزه التوجيه لتحقيق الاهداف ، وهذا المكون يقودنا الى امور مهمة ، فيجب تحديد الطاقة الاستيعابية للاعمال ، واعادة اختبار مصفوفة الطاقة الانتاجية ، وضبطها بالمدى الزمني ومقرونة بكمية الخدمات والمنتجات المنتجة. كما يجب ايضا تحديد مكامن الضعف والثغرات المحيطة بعمليات المنظمة سواءا كانت تشريعية او قانونية او انتاجية ، وبالتالي تنكشف للمنظمة نتائج واضحة تحدد من خلالها مواطن القوة والضعف الامر الذي يمكنها من اعادة استثمار مواردها فيما يحقق افضل معادلة تنفيذ حقيقية وواقعية معيرة بالزمن والكم الانتاجي.
وعلى هذا الاساس تستطيع مكونات برنامج التحول الوطني 2020 العمل للوصول الى الاهداف الاستراتيجية بمنهج مكتوب ومضبوط ومفصح عنه لكافة العاملين في المنظمة ، وعندها تكون كل جهه تأكدت من بذل المجهود الاقصى لتحقيق دورها في برنامج التحول الوطني 2020 الذي اعد لتحقيق رؤية المملكة 2030 التي مازلنا ننتظر كمجتمع اهم البيانات والافصاحات التي تعرض خطوات التقدم المحققة في تنفيذ الاستراتيجية التحولية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال