الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الثقة الكبيرة التي يبديها المسؤولون في الرؤية السعودية تستحق الإعجاب والإشادة ، وقد وصلت بهم تلك الثقة والإيمان أن أصبحوا يربطون كل أعمالهم حتى الروتينية منها بالرؤية ، حتى صرح أحدهم أن ترميم منشأة لها ثلاثين سنة أو أكثر يتم بما يتوافق مع الرؤية!!! لكن هل يثق المواطن في الرؤية كثقة المسؤول فيها؟ أو قريبا من تلك الثقة؟ أو حتى جزء بسيط من ثقة المسؤول؟ وليس ذلك هو السؤال الأهم بل الأهم هل يمكن تحقيق الرؤية أن كان المواطن لا يثق بها؟ ذلك فعلا هو السؤال الذي يجب أن يسأله المسؤولين عن الرؤية .
تساؤلي عن ثقة المواطن في الرؤية لم يأتي من فراغ ، بل من خلال المؤشرات والمصادر المعلومة كالمجالس والعمل ووسائل التواصل الإجتماعي والإعلام بكافة أنواعه التي تظهر عدم ثقة نسبة كبيرة من المواطنين بالرؤية ، قد يقال أن بعض المغرضين والحاقدين يستغلون وسائل التواصل لنشر الشائعات عن الرؤية للتشكيك فيها ، وذلك الكلام صحيح لحد ما، لكنه ليس كل الحقيقة عن نظرة المواطن للرؤية. فمن خلال بعض المؤشرات يمكن إدراك كم هي متدنية ثقة كثير من المواطنين السعوديين في رؤية السعودية 2030 .
يتكلم الناس عن كون هدف الرؤية الإعتماد على جيوب المواطنين لتعويض الإنخفاض في اسعار النفط وأن الضرائب والرسوم هي المصدر البديل للنفط ، ويتحدثون عن عدم تأثر الطبقة العليا بقرارات الترشيد كما يتأثر المواطن البسيط ، ويتحدثون عن عدم محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وأن الفساد ما زال قويا ويستنزف مقدرات الوطن ، ويتحدثون بعدم رضى عن بيع جزء من “ارامكو” وأنه هدر لثروة الوطن ، ويتحدثون عن الإجحاف في إلغاء البدلات وإيقاف العلاوات ، حتى حساب المواطن الذي يهدف إلى تخفيف تأثير القرارات الإصلاحية على المواطنين ، حتى هو ينظر له المواطنين بشك وريبة ويعتقد البعض أن الهدف منه حصر دخول المواطنين لفرض ضريبة دخل عليها في المستقبل ، وسمعت من ينصح بعدم التسجيل فيه.
كذلك بعض الإنجازات التي يقول المسؤولون أنها بداية بشائر الرؤية كتوزيع بعض الوحدات السكنية والقروض العقارية يرونها من منجزات الماضي المتأخرة أو التي تم إيقافها، ولا يرون الإستثمارات في الداخل التي تدعم الصناعات والتوظيف، والترشيحات التي تمت في القطاع الخاص وشملت السعوديين أكثر من غيرهم هي من نتائج تطبيق الرؤية .
تلك الأراء السلبية عن الرؤية وغيرها ليست حصرا على عامة الناس بل يتحدث بها الكثير من الاقتصاديين والمفكرين وبعض المسؤولين السابقين ، أي أنها ليست مجرد كلام شارع بسيط رغم أهمية رأي الشارع ، لكنه رأي حتى بعض المختصين . وقد تحولت كثير من تلك الأراء إلى نكات يتداولها السعوديون في وسائل تواصلهم ومجالسهم.
تجاهل الأراء المنتقدة لبعض ما جاء في الرؤية وما اتخذ من قرارات بهدف تحقيقها ، أو الجنوح نحو الرد بتهم الجهل أو الخيانة والإرجاف من الأعداء كل ذلك لن يغير من رأي المواطن . إن كان تحقيق أهداف الرؤية المعلنة يمكن أن يتم بدون حصولها على ثقة المواطن فإن تصرف المسؤولين بتجاهل النظرة السلبية لبعض المواطنين قرار حكيم وصحيح ، أما إن كان نجاح الرؤية مقترن بثقة المواطنين فيها فيجب أن يعمل المسؤولين على كسب تلك الثقة بكل الطرق الممكنة لضمان نجاحها .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال