الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ارتبطت المصطلحات ” الاندماج ، الاستحواذ ” بعضها البعض بشكل كبير خلال اي طرح فكري يعرض الامتيازات التي قد تقدمها للانشطة التجارية ، ولعلها خيارات تجارية واستثمارية مهمة لاي قطاع اعمال يمكن قياسة ، ولكي نخرج من الجانب النظري ونحاول الوصول الى منهج اداري وتجاري مفيد سوف نستبعد من حديثنا “الاستحواذ” الذي يرتبط اكثر بصلابة الملائة المالية للمنشئة وفي كثير من الاحيان يكون خيار الاستحواذ امتيازا اكثر من كونه احتياج.
لطالما ماكان “الاندماج” منهج فكري ينطلق من حاله النضج المعرفي التي تميز الادارات المحترفة ذات الفكر الخلاق ، والتي تعتمد في عملها على استخدام افضل الادوات المتوفرة معرفيا لمعالجة اي عقبة تجارية او ادارية او حتى استثمارية في منظماتها ، واعتقد ان الفكر الاداري الذي يستخدم “الاندماج” لمعالجة الدائرة التجارية انما هو فكر ناضج يستطيع تجاوز كل مراحل حياة النشاط التجاري باقتدر وامتياز وبالتالي يستطيع التفوق على منافسيه ، الامر الذي يجعله تحت انظار رؤوس الاموال المستثمرة عالية المعاييروالثقافة.
اذا تجازونا حقيقة اننا كمجتمع لدينا مشكلة في قدرتنا على تقبل الشراكة ، خصوصا مع شركاء جدد لا تربطنا بهم علاقات انسانية او اجتماعية ، الامر الذي يصبح دائما عائقا امام قدرة الكثير من المؤسسات التجارية الوقوف على امورها بشكل موضوعي ومنهجي لتعزيز اداء مؤسساتهم ، وسوف نعرج على هذا الامر في المساحة التي يستحقها في قادم الايام.
في هذا الصدد احاول تسليط الضوء على المؤسسات المتوسطة والصغيرة التي قد يرهقها الوضع الاقتصادي الحالي الذي يشوبه الكثير من انحسار الشهية الاستهلاكية لمكون الاستهلاك بشكل عام ، والذي يقود المؤسسات الى القيام بالعديد من الاجراءات الادارية التي يختلف فيها المدراء بعضهم البعض في اسلوبهم وتوجههم ، فالكثير يحب ان يسلك المسلك السهل والبسيط والذي عادتا يأتي من منطلق قله المعرفة او ضعف التأهيل الاكاديمي او حتى لاسباب قله الخبرة والممارسة، سواءا في اتخاذ قرار تسريح الموظفين او ايقاف بعض خطوط الانتاج ، او حتى حصر المجهود التسويقي للمنتجات و الخدمات وكل تلك الخيارات البدائية يتخذها اغلبية صناع القرار في المؤسسات التجارية لاحد الاسباب الانف ذكرها.
وعندما يكون صانع القرار في المؤسسة يمتلك الامكانيات والمؤهلات المعرفية الكافية فانه يتخذ اجراءات مختلفة من منطق فكري اكثر تطورا واكثر فائدة على المدى القصير والطويل.
“الاندماج” يعتمد في جوهره على قدرة الادارة على تحليل مؤسستها بشكل موضوعي ومنهجي ودقيق خالي من اي ارتباطات عاطفية قد تقود عملية الفحص الاولي الى نتائج غير صحيحة ، فنتيجة للفحص والتحليل تظهر امام الادارة في اي مؤسسة الدائرة التجارية بكامل معطياتها مع ربطها بالمرحلة الحالية للمنظمة ، وبناءا عليه يستطيع تحديد مكامن القوة ونقاط الضعف التي تؤثرا سلبا على اداء المنظمة ، فيبدأ عملية البحث عن مؤسسات تتميز دائرتها التجارية بمكامن قوة تحتاجها مؤسسته ، وحينها تظهر قدرة رجال الاعمال الناضجين تجاريا على الجلوس على الطاولة المستديرة ومزج الدائرة التجارية للمؤسستين ، والميزة الاكبر لهذا النوع من التواصل التجاري انه يبنى على الاعتراف المشترك بما تملكه كل مؤسسة من ميزة ، بالتالي تصبح عملية التقييم اكثر سهولة ومنطقية ، تضع تركيزها اولا على الفائدة العامة للمؤسسة الجديدة ، كما يتيح “الاندماج” مساحة ممتازه لاستثمار الموارد بشكل افضل في مكامن القوة الصحيحة وتعطي كل مؤسسة مندمجة فرصة لاكمال مسيرة نجاحها الفني الذي اوصلها لهذة المرحلة ، فلا يضيع الوقت او المال في محاولة خلق امتياز فني جديد ، فكل مؤسسة تركز مجهودها فيما تميزت به اساسا ، وبهذا يمتزج المجهود الفني والاداري لانتاج دائرة تجارية فعالة تستطيع التفوق في اغلب مفاصل العمل التجاري وتتقلص تكاليف الادارات الداعمة للمؤسسة ، وتصبح المؤسسة الجديدة قادرة على المضي قدما بشكل منهجي محكوم بالقدرة الادارية للانتاج.
وفي النهاية ينتج لنا من ذلك الاندماج مؤسسة متكاملة قادرة على انتاج منتجات او خدمات بكفاءة عالية وحصة سوقية اكبر بمنطق حوكمة اوسع واشمل، وهذا ما يصنع غالبا مؤسسات او شركات عملاقة ، تعاضد مستمر واهتمام بالتطوير وجودة العمل والاعمال ، الى ان تصبح المنظمة متفوقة في كل المجالات الفنية للنشاط التجاري.
“الاندماج” منهج اداري مهم وحاجة ماسة للمنشآت المتوسطة والصغيرة في المملكة العربية السعودية خصوصا في هذة الفترة ، يجب ان تتحرر المؤسسات المتوسطة والصغيرة من الاتكالية والاعتماد اللامسؤول على دعم الحكومة ولا تصبح رهينة المتغيرات الاقتصادية ، وتنتقل الى مرحلة متطورة واكثر متانة ، قادرة على مناورة الظروف بشكل مرن ومتوازن.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال