الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية تعيين كفاءات نسائية في مناصب قيادية عليا في القطاع المالي؛ رانيا نشار رئيس تنفيذي لمجموعة سامبا المالية، ولطيفة السبهان مديرا ماليا للبنك العربي، وساره السحيمي رئيسة لمجلس ادارة تداول، وخلود الدخيل رئيس للجنة الإحصاء بمجلس الغرف السعودية.
يعد ذلك حدثا تاريخيا ليس فقط تمكن المرأة السعودية دخول هذا المجال كسابقة ولكن تمكنها بكفاءتها وجهدها دخول أحد أصعب المجالات وأكثرها اقتصارا على الرجل، جاء ذلك بعد نجاحاتها العديدة من مشاركتها في مجلس الشورى، وتعيين أول امرأة في منصب نائب وزير وأيضا المشاركة في الانتخابات المحلية.
بطبيعة الحال يحلم أغلب طلاب الإدارة والأعمال بأن يصبحوا رؤساء تنفيذيين لبنك استثماري، من السهل معرفة السبب وراء ذلك الطموح، فمثل هذه المناصب تتجلى بالعديد من المزايا منها المزايا المالية والقوة والشهرة والقدرة على اتخاذ قرارات مصيرية وأيضا ما تتحلى به هذه الوظيفة من تجوال العالم. ولكن تعد المنافسة شرسة في هذا المجال حيث لا تتوفر وظائف كثيرة من هذا النوع ويتطلب الوصول لها عملا وجهدا كبيرا، فقد يستغرق من يعمل في بنوك استثمارية كبرى 16 سنة فأكثر للوصول لمنصب رئيس تنفيذي.
إذا كيف يتم اقتحام هذا المجال؟! أول خطوة بأن يبدأ الطالب مشواره في جذب الأنظار إليه من خلال التدريب في هذه البنوك الاستثمارية والتواصل المدروس مع من هم في المهنة، فبطبيعة الحال تنهج هذه البنوك استقطاب خريجي جامعات مرموقة ومن ملتحق ببرامج ماجستير مميزة. يتبع ذلك العمل الجاد المتواصل، فمن المتوقع أن يعمل المصرفيون العديد من الساعات بحسب حاجة العمل، وخصوصا في عصر الهواتف المحمولة والرسائل الإلكترونية يكاد العمل ألا ينقطع، ولتخطي السنوات الأولى من العمل المرهق بنجاح بناء علاقات قوية مع زملاء العمل.
تحرص البنوك على غربلة موظفيها من المستوى الأول محلل (analyst) لتميز من يمكنه المواكبة والإنتاج عام بعد عام ومن ترهقه طبيعة العمل المتطلبة، فأن يصبح الموظف في هذه البنوك ذو قيمة، وقادر على جلب الفرص والصفقات الاستثمارية المربحة واتقان جميع مستويات العمليات في البنك يعد مطلب أساسي لتقدمه الوظيفي. عندها يبدأ المصرفي المخضرم مرحلة أخرى مرحلة حاسمة وهي مرحلة اقناع البنك بأنه هو من يبحث عنه البنك من خلال معرفته القوية بعملاء البنك وقدرته على موازنة العلاقات الشخصية وتمييزه الصفقات المربحة والجالبة للإيرادات.
الأمر الآخر هو التعليم المستمر، العالم يتغير بصورة سريعة ونتيجة لذلك يتغير نموذج الأعمال استجابة لهذه التغييرات في الخدمات والتقنية. الفرد الذي لا يستطيع إبقاء نفسه على إطلاع دائم ومعرفة متواصلة بما هو جديد يساعد فيها مؤسسته على مواكبة هذه التغييرات المرهقة سيجد نفسه بضع سنوات متأخر عن زملائه وسيجد نفسه في أخر الصف عند اختيار القيادات. فالرد الناجح في هذا العصر ليس فقط من يعمل بجد واجتهاد وتميز في العمل، بل الذي ينجح في تخصيص الوقت اللازم لتثقيف وتطوير نفسه باستمرار.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال