الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتجه شركات صناعة الأدوية العالمية إلى الاستثمار في مشاريع ضخمة لاكتشاف أدوية للأمراض النادرة عكس ما كان عليه التوجه سابقاً في الاستثمار في الأدوية التي تعالج أمراضاً ذات انتشار أكثر والتي تضمن صرف عدد أكبر من الوصفات الطبية (high volume prescription) وهو المؤشر الأكثر شيوعاً في تقدير حجم المبيعات.
وما كان استحواذ شركة سانوفي الفرنسية على شركة جينوزايم المتخصصة في مجال أبحاث الأمراض النادرة في عام ٢٠١١ م بما يعادل ٨٠ مليار ريال سعودي، بالإضافة لإعلان شركة نوفارتس الأمريكية الرائدة في الصناعات الدوائية عام ٢٠١٠ م عن خططها للتوسع في هذا الطريق الاستثماري إلا دلالة على هذا التحول في هذه الصناعة وأهميته لدى رؤوس الأموال، لاسيما و أن هذه الأدوية “اليتيمة” (Orphan (drugs التي تعالج الأمراض النادرة تحظى بتسهيلات في التشريعات الدوائية وسهولة تسجيلها، حيث وجدت شركات الأدوية مبادرة تشجيع الأبحاث في مجال الأمراض النادرة “The Orphan Drug Act of 1983” التي اعتمدها الكونجرس الأمريكي عام ١٩٨٣م وفرضت من خلالها فرصة استثمارية لزيادة الأرباح، حيث أُعلن فيها عن منح مميزات تجارية و تسهيلات حكومية لاستثمار القطاع الخاص في هذا المجال، أبرزها هو تخفيض الضرائب على الشركة بما يصل إلى ٥٠٪ من تكلفة تطوير الدواء، وتقليل القيود الإكلينيكية والإدارية لتسريع عملية نزول المنتج للأسواق، بالإضافة إلى ميزة البيع الحصري لهذه المنتجات في الولايات المتحدة ودول أوروبا لمدة سبع سنوات، وكذلك تمكين الشركة المنتجة من تحديد سعر الدواء ووضع الشروط على المنافسين في حال الموافقة على تسجيل المنتج في تلك الدول.
وعلى الرغم من أن هذاه القرارات قد ساهمت في زيادة عدد الأدوية في هذا المجال حيث ازداد عددها من ٣٤ دواء قبل القرار إلى قرابة ٣٥٠ دواء حتى عام ٢٠١٥، إلا أنها تسببت في خلل في هذه الصناعة، حيث ساهمت في تكريس الاحتكار و رفع أسعار الأدوية من قبل الشركات بشكل مبالغ فيه مما شكل عبءً كبيراً على الأفراد وشركات التأمين الطبي والحكومات، الأمر الذي دفع إلى حصر صرف بعض هذه الادوية على الحالات المرضية المتقدمة فقط، كدواء شركة اليكسون الأمريكية “سولاريس” لعلاج احد أمراض الدم النادرة والمزمنة والذي يعتبر من أغلى الأدوية في العالم حيث يكلف الكورس العلاجي ما يزيد على المليون ونصف المليون ريال سعودي سنوياً لكل مريض. كما أنها سبب غير مباشر في عزوف الشركات عن الاستثمار في اكتشاف أدوية أخرى ذات أهمية للبشرية كمجال المضادات الحيوية، فتبعات هذه القرارات دفعت بالمهتمين في أمريكا ودول أوروبا للمطالبة بمراجعتها للحد من جشع الشركات، التي اتخذت من المبادرات الإنسانية مجالاً للأرباح الفلكية!.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال