الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مناقصة ترسو على المقاول (الكبير) وغير المعروف بحكم مكانه ، يسلمها لمقاول من الباطن توجد لديه مؤسسة لا تستطيع دخول تلك المشاريع ، ذلك المقاول يبدأ العمل بثقة في المقاول (الكبير) بالتعاون مع عمالة وافدة . يستمر في العمل لأشهر دون أن يحصل على شيء وهو يدفع من جيبه الخاص ، يماطل المقاول الكبير في دفع ما عليه بحجة أنه لم يستلم من الحكومة دفعات المشروع . يتوقف المقاول من الباطن عن العمل لأنه لم يحصل على شيء ولم يعد يستطيع المواصلة لمطالبات العمالة الوافدة بحقوقهم ورفضهم العمل بدون أجر . يتعطل العمل وبعد مرور أشهر وربما سنوات يسحب المشروع من المقاول (الكبير) وبعد الغرامات يحصل على مبلغ معين مع مقدم العقد ، بالنسبة له ذلك ربح كافي .
والمقاول من الباطن يتنقل بين الشرطة وهيئة التحقيق والإدعاء العام والمحكمة دون جدوى لأنه لا يملك إثباتات . والمقاول (الكبير) يعرف طريق العودة من خلال شركة جديدة بعد إيقاف الشركة المتعثرة . يستلم المشروع المتعثر محظوظ أخر بعد أن أنهى المقاول الأول معظم العمل ، يسلمه ذلك المحظوظ لمقاول أخر من الباطن لإنهاء ما تبقى ، وتختفي أخبار المشروع من الإعلام لأنه انتهى لكن قضاياه في المحاكم مستمرة ، وبعد أقل من سنة تبدأ المعاناه من المشروع لسوء تنفيذه .
مدرسة خاصة توظف معلمات دون عقود بحجة فترة التجربة لثلاثة أشهر وتمارس معهن كل وسائل الاستغلال والإبتزاز طوال تلك الأشهر الثلاث تحت ذريعة إثبات الجدارة ، بعد إنتهاء الأشهر الثلاث تقوم المدرسة بفصلهن دون أن تعطيهن حقوقهن ، ويبقين لأشهر في مطالبات . وكل ما يُتخذ بحق المدرسة بعد ثبات (نصبها) إلزامها بدفع ما عليها فقط .
رئيس بلدية في مكان ما يبتكر كل عام مشروع جديد لخدمة مدينته الحبيبة (ويا بخت من نفع واستنفع) ، والمشاريع التي تمر على مناقصات الوزارة أو المنطقة غير مجدية . الأفضل له تلك المشاريع الصغيرة التي لا تمر على سواه ، ولا أفضل من رصف ذلك الشارع الذي تم رصفه العام الماضي ، لكن ما المانع من رصفه هذا العام مرة عاشرة فالتقاعد قد اقترب .
مؤسسة حبر على ورق مقرها الوهمي لم يفتح بابه أبدا ، تلك المؤسسة محظوظة في الحصول على مشاريع الصيانة في إحدي المدن ، وما أكثرها . المسألة بسيطة جدا بعد الحصول على المشروع يتم الاتفاق مع مجموعة من العمالة الوافدة بنصف أو ثلث قيمة المشروع ويسلمون الخيط والمخيط ، وبعد الانتهاء يأخذون حقهم وتحصل تلك المؤسسة على معظم الغنيمة التي لا يستطيع أحد منافسته عليها .
عمالة وافدة في إدارة حكومية يسيطرون على كل إدارة الصيانة بمعداتها وقطع غيارها وأدواتها ، ولأن الرقابة في تلك الإدارة في أعلى مستوياتها تحولت تلك الإدارة إلى أكبر شركة صيانة في المدينة وبأرخص الأسعار وفي أوقات الدوام الرسمي ، أما قطع الغيار فما أسهل بيعها لمن يرغب بأقل من تكلفتها ، ولا بأس من إسكات المراقبة (المدير الكبير) السعودي بفتات ما يحصلون عليه.
نطاقات فكرة شيطانية ابتكرها مهووس بالسعودة ولأن العقدة الشيطانية لا يحلها إلا منشار شيطاني ، فقد ابتكر الشياطين فكرة السعودة الوهمية ، طالب أو طالبة ، عاطلة أو عاطلة يُوظف بشرط ألا يداوم وأن يستلم نصف أو ثلث راتبه الموجود في العقد فقط ، هو استفاد ذلك المبلغ الزهيد جدا بدون عمل ، والشركة استفادت خروجها من النطاق الأحمر ومبلغ الدعم الذي تدفع جزء منه للموظف الوهمي ، والعامل الوافد المسكين الذي ينفق على أسرته في بلاده بقي في وظيفته ، والوطن يعاني من (طِيبة) بعض أبنائه .
شخص يروج لأراضي بدون صكوك بضمان شخصية قادرة على حمايته من أي شخص ، يتم تسويق الأراضي بدون صك بأسعار متدنية . بعد أشهر من البيع تظهر في الموقع أحواش ومباني ثم تتكاثر حتى تصبح واضحة المعالم ، تتدخل الجهات المختصة وتعاقب المشترين بإزالة أحواشهم وفضحهم على رؤوس الأشهاد بإعلان مواقع الإزالة . المعتدي الحقيقي غير معروف وحصل على كل ما يريد دون إي تكاليف ولا عقاب ، ويستمر المسلسل في مواقع أخرى .
هذه بعض القصص القصيرة عن الفساد الصغير وليست سوى ظواهر عن الروايات الضخمة في فساد أكبر، نرويها ونسأل إن كانت تلك القصص الصغيرة مازالت تحدث كل يوم وفي كل مكان وتستعصي على الحل ، فما بالكم بالروايات التي نخشى سردها فضلا عن إنهاءها . إن كنا نظن أن قرارات الرؤية سوف تصلح حال المجتمع مع بقاء الفساد كما هو فنحن واهمون ، أي إصلاح يجب أن يبدأ بمحاربة الفساد ثم الفساد ثم الفساد .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال