الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ادارة اعمال – اقتصاد – الكويت
@Hissa_eo
دائماً ما نسمع عن البطالة, في العمل, المنزل, الصحف, او حتى في وسائل التواصل الاجتماعي. البطالة كلمة ليست غريبة عن اذن احد, حيث ان الجميع يعلم ان البطالة هي عبارة عن اشخاص عاطلين عن العمل فقط. ولكن السؤال الذي يجهله الكثير ” من هو العاطل عن العمل ؟ ” هو من لا يعمل, ذلك اسرع جواب ممكن ان نحصل عليه واول ما يخطر على اذهاننا, بالرغم من صحة الجواب إلا انه يفتقر الدقة. فالطلبة مثلاً وبعض الاثرياء افراد من المجتمع ” عاطلين ” ولكن لا يندرجون ضمن مؤشرات البطالة. احصائيات البطالة تشمل كل من يقدم على طلب عمل ولا يحصل عليه.
يوجد شرطان اساسيان ويجب توافرهما معا لتعريف العاطل عن العمل وهما :
1 ان يكون قادراً على العمل.
2 ان يبحث عن فرصة للعمل.
العاطل عن العمل هو كل من هو قادر على العمل وراغب فيه, ويبحث عنه, ويقبله عند مستوى الاجر السائد, ولكن دون جدوى. ” تعريف العاطل من منظمة العمل الدولية “
فالأطفال وكبار السن غير قادرين على العمل فلا يشملهم معدل البطالة.
لقياس مدة البطالة يتم استخدام مؤشر حجم البطالة (وهو عبارة عن مؤشر يقيس عدد العاطلين عن العمل في فترة زمنية معينة ). في الدول النامية يتم حساب معدل البطالة كل سنة, اما في الدول الصناعية المتقدمة فيتم حساب معدل البطالة والاعلان عنه كل شهر.
عادةً ما تتزايد مدة البطالة اثناء مرحلة الكساد, حيث يفقد الكثير من الافراد وظائفهم.
انواع البطالة :
– البطالة الدورية : Cyclical Unemployment
من ميزة البطالة الدورية انه يرتبط ظهورها بحالة الكساد, وهي بدورها تقلل من فرص العمل ( النشاط الاقتصادي دائماً في حالة صعود وهبوط دوريتسمى هذه التقلبات في النشاط الاقتصادي الدورة الاقتصادية ), تتكون من مرحلتين : مرحلة التوسع يصاحبها انخفاض في معدل البطالة, ومرحلة الكساد يصاحبها ارتفاع في معدل البطالة, يتراوح مداها الزمني بين ثلاث الى عشر اعوام.
– البطالة الاحتكاكية : Frictional Unemployment
هي البطالة الناجمة عن تنقل العاملين بشكل دائم بين المهن, وذلك بسبب نقص المعلومات لدى الباحثين عن عمل والباحثين عن العمالة, وغالباً ما يواجه حديثي التخرج هذا النوع من البطالة.
– البطالة الهيكلية : Structural Unemployment
تتكون بسبب التغيرات الهيكلية الاقتصادية, فالتغيرات الهيكلية كثيرة اما تغير في هيكل الطلب على المنتجات, او تغيرات هيكلية في سوق العمل نفسه, او التطور التكنولوجي, مثال عندما تتطور التكنولوجيا ويتوفر الكثير من الآلات فبإمكان صاحب العمل ان يستغنى عن الايدي العاملة, حيث يبدل العمال بالآلات, او الانتقال من القطاع الزراعي الى القطاع الصناعي فهذه جميعاً تسبب البطالة الهيكلية.
تتميز الدول العربية عن الدول النامية بامتلاكها الذهب الاسود “النفط”, الكثير من البلدان العربية نالت استقلالها السياسي بعد الحرب, فقامت اغلب الحكومات بالإنفاق على التعليم لتقليل نسبة الامية, وانشأت انظمة للتأمينات الاجتماعية ( التأمين الصحي, تأمين بالعمل ضد اصابات العمل, رواتب التقاعد.. الخ). بالإضافة الى الاسهامات الحكومية في الاسكان والصحة والمرافق العامة.
ينصب الجزء الاكبر على الحكومة لحل مشكلة البطالة, على الحكومات ان تزيد في الانفاق, ان توفر فرص العمل لأفراد المجتمع عن طريق انشاء المشاريع ليتيح لهم العمل والابتكار والابداع في مجالاتهم,ايضا دعم المشاريع الضخمة ذلك بسبب وفرة الوظائف فيها, دعم القطاع الخاص لتوظيف عمالة محلية, تشجيع الاستثمار من اهم الحلول فهو يساعد على خفض معدل البطالة لتوفيره فرص عمل, محاولة التقليل من العمالة الوافدة التي لا ضرورة لها وزيادة توظيف العمالة المحلية بمختلف المجالات, توفير ميزانية خاصة للمشروعات الصغيرة للشباب بتقديم رؤوس الاموال لهم للبدء بمشروع فذلك يزيد التوظيف وبالتالي يزيد النمو الاقتصادي.
بحسب نتائج المسح الذي اجرته الهيئة العامة للإحصاء في السعودية لعام 2015 فقد بلغت نسبة العاطلين عن العمل 11.5% وعددهم 647 ألف شخص من اجمالي قوة العمل نحو 5.6 ملايين شخص, ويمثل العاملون 88.5% منهم.
وارتفعت نسبة البطالة في (نهاية الربع الثالث ) في عام 2016 حيث بلغت 12.1% اي نحو 693.8 ألف عاطل وذلك وفق نتائج مسح القوى العاملة من اجمالي قوة العمل السعودية البالغة 5.72 مليون شخص. وذلك اعلى معدل تسجله المملكة منذ الربع الثالث لعام 2012 بنفس المعدل.
اذا ظل معدل البطالة في ازدياد سيتسبب بكارثة, هناك نوعان من تكاليف البطالة :
1- التكلفة البشرية للبطالة
2- تكلفة الانتاج من البطالة
ان عدم توظيف الافراد يؤدي الى نقص في الاستهلاك بنسبة عالية الذي بدوره يؤثر على الاقتصاد ككل وعلى الافراد والاسر بشكل كبير, ايضا انتاج السلع والخدمات ستقل بشكل ملحوظ بسبب زيادة معدل البطالة, فالسلع الانتاجية في المصانع والمرافئ تحتاج الى قوة عاملة للعمل عليها لإنتاج السلع الاستهلاكية.
زيادة نسبة البطالة من الممكن ان تحل مشكلة التضخم, فالعلاقة عكسية بين معدل التضخم ومعدل البطالة, ان خفض معدل البطالة لا يمكن ان يتحقق مع ارتفاع معدل التضخم. لابد من عملية المفاضلة, التضخم والبطالة مشكلتان رئيسيتان لأي دولة, الحكومة لا تستطيع ان تحل المشكلتان في آن واحد, بعض السياسات الدولية تجعل الاولية للبطالة وذلك لهدف تحقيق العمالة الكاملة.
البطالة على الحكومة ان تختار اما حل مشكلة البطالة على حساب التضخم او العكس, فاذا قررت اختيار سياسة تخفيض البطالة فعليها ان تقبل ذلك على حساب ارتفاع معدل التضخم, واذا اختارت سياسة تخفيض التضخم فعليها ان تقبل ذلك على حساب ارتفاع معدل البطالة, هذا هو اساس تحليل منحى فيليبس ( العلاقة بين تضخم الاجور ” اي معدل الزيادة في المستوى العام للأجور” وبين البطالة).
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال