بناء فريق عمل ونظام متكامل لمتابعة الأعمال في الشركات العائلية

استكمالاً لما بدأناه معكم عن موضوعنا الشركات العائلية بين الحياة والموت والذي نشر في هذه الصحيفة صحيفة مال على سبعة أجزاء سابقة؛ اليوم نستكمل معكم حديثنا عن بناء فريق عمل ونظام متكامل لمتابعة الأعمال في الشركات العائلية.
إن بناء فريق العمل والنظام في الشركات العائلية شبيه بالشركات غير العائلية، ولكن هناك بعض الفروق وهي وجود نظام لحوكمة العائلة ودستور لها، وأيضاً خليفة للعائلة من أفرادها بحيث يكون جاهز عند اللزوم.

وقد يكون من أهم أعضاء فريق العمل أشخاص من العائلة، وعادة ما نرى أن أكثر المناصب القيادية والمهمة يشغلها أعضاء من العائلة، وبالتالي يجب على العائلة الانتباه إلى الجيل القادم وكيفية تجهيزه لقيادة مؤسسات العائلة، إن كان بالتعليم أو التدريب أو نقل الخبرات، وأيضاً قد يكون من المناسب تدريبهم خارج مؤسسات العائلة لفترة (من سنتين إلى عشر سنوات)، ثم يتم نقلهم إلى داخل مؤسسات العائلة بحيث يضيفوا إليها دماء جديدة ويوسعوا مداركهم بالثقافات المختلفة.

ولقد ذكرت دراسة أن “تنوع مصادر تعليم أبناء العائلة يقوي مستقبل الشركة العائلية”، حيث كانت الموافقة على ذلك بنسبة 97% من إجمالي أفراد العينة. كما ذكرت دراسة أخرى أيضاً أن 94% من الشركات العائلية لا تستمر إلى الجيل الثالث، بينما تنهار غالبيتها لأسباب تتعلق بسوء الإدارة وعدم التوافق والخلافات التي تنشأ بين الورثة.

ومما لا شك فيه أن فريق العمل لن يستطيع الإنتاج بدون وجود نظام يحكم وينظم العمل، وعند الحديث عن أنظمة العمل في الشركات العائلية بالإضافة إلى الأنظمة الموجودة في جميع الشركات مثل (المحاسبة، ونظام العمل والعمال، وشؤون الموظفين .. إلخ) فيجب أن يكون هناك أنظمة تُعنى باتخاذ القرار داخل العائلة وحوكمة العائلة ونظام يضمن تقليل تضارب المصالح، وأيضاً أنظمة توظيف أبناء العائلة، وكيفية معالجة رواتبهم ومكافآتهم ومصاريف أبناء العائلة أيضاً وتوزيع الأرباح والتوسعات. 

إن البيئة العائلية داخل الشركات العائلية تجذب كثير من الخبرات التي تفضل هذا النوع من الشركات، وفي الجهة الأخرى نجد نسبة لا بأس بها لا يفضلون العمل في الشركات العائلية وذلك لمركزية القرار لدى أعضاء العائلة وفي رأيي الشخصي أن الشركات العائلية أكثر استقراراً من غيرها، وأقل نسبة لدوران الموظفين.

ومن الضروري عند الحديث عن أنظمة العمل التعريج على أهمية التقارير الدورية من فريق العمل إلى أعضاء العائلة الذي يشرفون مباشرة على العمل، سواء كأعضاء مجلس إدارة أو غيرهم، حيث أن التقارير الدورية تنقل صورة ووضع العمل كاملاً وتقلل من مخاطر التأخير في اتخاذ القرار وتنبه المعنيين قبل حدوث المشكلة وتفاقمها.
وختاماً أتمنى أن أكون وُفقت في طرح المقالات السابقة عن الشركات العائلية وتسليط الضوء على أهم عناصرها ومتطلباتها والمخاطر التي تحيط بها ..