الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هل تحرص أيها القارئ الكريم عند زيارتك لمكة المكرمة أو المدينة المنورة على شراء شئ لك أو هدايا لذويك؟ هل سبق لك وأن زرت هاتين المدينتين الشريفتين ولم تشتري شئ منهما؟ هل سبق وأن سألت نفسك لماذا العطر الذي تشتريه من مكة مختلف عن العطر الذي تشرتيه من مكان آخر؟
لعبارة “صٌنع في ____” أهمية كبيرة لدينا نحن المسوقين. فقد أشارت كثير من الدرسات على أثر تلك العبارة على سلوك المستهلكين في قرارات الشراء. فعند رغبتنا مثلا في شراء جهاز الكتروني لانعلم عنه أي شئ إلا أنه صٌنع في اليابان، فعلى الأرجح ستكون هذه المعلومة هي المحفز على الشراء.
لنعود إلى الشراء في مكة والمدينة، فوفقاً للإحصائيات المنشورة، تقترب مشتريات الحجاج والمعتمرين اللذين يزورون مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى أكثر من تسعة مليارات ريال سنوياً. هذا غير حجاج ومعتمري الداخل. ورأيي أن الصورة الذهنية لهاتين المدينتين الشريفتين وماتحملانه من قدسية وتشريف هو سبب رئيسي على الأرجح للشراء في هذه الحالة. فكل زائر لهذه البقاع الطاهرة يود أخذ شئ معه منها لبلاده. فمابالنا عن منتج يٌكتب عليه فعليا “صُنع في مكة” أو “صٌنع في المدينة” فالإسم بحد ذاته ومايحمله من صورة ذهنية في عقولنا كمسلمين جدير بأن يؤخذ بعين الإعتبار تسويقياً.
الجدير بالذكر، يوجد لدينا مبادرتين رائعتين في هذا المجال وهما “وادي مكة ” وهي منصة للشركات الناشئة منالابتكار والبحث العلمي ومختصة ب”صُنع في مكة” وأيضا “نما المدينة” وهي شراكة بيـن أمـــارة منطقـة المدينة المنورة ونمـــاء المنـــورة والبنـــك الإســــلامي للتنميــــة، وهي المختصة ب”صُنع في المدينة”. وهناك مشروع مميز في فكرته اسمه «صٌنع في مكة والمدينة» ويهدف إلى فتح أسواق جديدة خارجية.
أرى أن وجود مثل هذه المبادرات هي بلاشك مبشرة بالخير بل ويعوَل عليها اقتصاديا، ولكن هناك عدد من النقاط لابد من مراعاتها لأهميتها وهي على سبيل الذكر لا الحصر: نوع المنتجات، جودتها وتسويقها. فحينما يكون المنتج متوافق مع الصورة الذهنية لمكة المكرمة والمدينة المنورة مع وجود قيمة مضافة وجودة عالية وتوفيره في أماكن سهلة الوصول داخليا وخارجيا، أعتقد أن هذا التوجه سيساهم بدفع عجلة الصناعة السعودية للأمام.
خلاصة القول، التوجه الفعلي لصناعة منتجات تحمل اسم مكة والمدينة، ربما ستضاهي جميع منتجاتنا المحلية داخليا وخارجيا وما انتجناه وما سوف ننتجه. فالصورة الذهنية مبينية سابقا ولكن جاء وقت التسويق ليفعّلها كما يجب.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال