الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بداية أود أن أعرّج بعجالة على نشأة النفط بناءً على النظرية العضوية التي يأخذ بها سواد العلماء والمتخصصين سابقاً وحالياً، فمن وجهة نظري هي الأكثر منطقية والأكثر إقناعاً بالدلائل العلمية الملموسة التي لا يسع ذكرها في هذا المقال، ولعلّي أخصص لها مقالاً منفرداً أوضح فيه ماهية النظرية العضوية والنظرية الغير عضوية لنشأة النفط.
ما يهمني هنا هو أن النفط تكون قبل ملايين السنين “الله أعلم” بعددها، بعد عمليات طمر حصلت للكائنات البحرية والبرية والنباتات وبعض العوالق والبكتيريا تحت ضغط عال جداً ولمدة طويلة جداً نتج عنها النفط.
الجدير بالذكر أنّ النفط نشأ في صخور ذات نفاذية عالية تسمى صخور المنشأ، وبوجود ضغط مرتفع أدّى إلى هجرته قبل ملايين السنين وبحثه في جوف الأرض عن مكامن نفطية ذات صخور أقل نفاذية تقع في نطاق ضغط أقل وتسمى هذه الصخور بصخور المكمن، فوصل لها النفط واستقر بها بسلام حتى وصلت له الأيدي البشرية باكتشافه، وعليه أقول أنّ “تأشيرة” الهجرة الأولى للنفط من شروطها تحديد الوجهة في باطن الأرض ذات صخور أقل نفاذية وأقل ضغطاً من محطة المغادرة، هذه الوجهة تسمى المصائد النفطية التي تحبس النفط وتمنع تحركه وهجرته رأسياً أو أفقياً في الظروق الطبيعية وبلا تدخل خارجي.
السؤال الذي يطرح نفسه حالياً، هل من الممكن هجرة النفط مرة أخرى والحصول على تأشيرة لذلك؟
الحقيقة بعد ملايين السنين وبعد هجرة النفط الأولى واستقراره في مصائده بأنواعها المختلفة منذ عهد بعيد فإنّ احتمالية هجرته مرة أخرى ضعيفة جداً بل غير واردة من وجهة نظري، والحصول على هذه التأشيرة صعب جداً، لأن التأشيرة تتطلب حدوث هزات أرضية عنيفة جداً لا قدّر الله تغير من جيولوجية طبقات الأرض تتكسر فيها المصائد وتخلق اختلافاً كبيراً في الضغط يدفع بالنفط للبحث عن مصائد يستقر بها مرة أخرى، والعامل الزمني هنا لا يمكن إغفاله أبداً إن حدث ذلك لا قدّر الله، فكم من مليون سنة تفي بإتمام هذه العملية؟
لكن هذا لا يعني في بعض الحالات الخاصة أن ينتقل النفط من مكمن إلى آخر في نطاق الحقل بسبب انخفاض الضغط الذي يسببه الإنتاج، بسبب أن من خصائص الموائع الفيزيائية الانتقال من الحيز ذو الضغط العالي إلى المنخفض.
وعليه أوّد أن اطمئن بني جلدتي أنّ تأشيرة هجرة النفط لاغية بإذن الله إلّا إذا أراد الله غير ذلك، فسبحانه إذا قال للشيء كن فيكون.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال