الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
السياحة سوق مماثل لسوق السلع فهنالك دول مصدرة وأخرى مستوردة والنمو السياحي له سمات وخصائص اقتصادية لا تتوفر في كثير من المشروعات الأخرى من حيث سرعة النمو وسرعة عودة رأس المال ولاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الدولية الجيدة.
نشاط السياحة في دولة ما يمثل أحد المؤشرات العامة على الاستقرار، وهنالك ارتباط بين سرعة النمو الاقتصادي وبين معدل النمو السياحي على وجه التحديد لما لقطاع السياحة من آثار سريعة وفعالة في تحسين الاستثمار وزيادة معدل خلق الوظائف.
تتسابق الدول على أساليب تسويق الاستثمارات بمختلف الصور؛ إلا أن السياحة من أشهر وأسرع الطرق في زيادة الرصيد الوطني من النقد الأجنبي وهنالك دول حصلت على نقد الأجنبي بمعدل 25% من أجمالي النقد الأجنبي وتتفاوت الدول بحسب البنية التحتية والخصائص النسبية للسياحة من حيث الطبيعة والتراث والتاريخ والتقدم الاقتصادي.
الأولويات الاقتصادية للمواطنين كثيرة؛ إلا أنه ومما لا شك فيه أن مشروع القدية السياحي في مدينة الرياض سيسهم في زيادة معدل نمو القطاعات والخدمات المجاورة لمنطقة القدية ويحدث توازن اقتصادي بين الجهات الجغرافية في مدينة الرياض ويعزز من التوازن بين الغرب والشمال تنمويا، بالإضافة أن القدية تعتبر ممر مهم لجميع القادمين من الخليج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة عبر الطرق البرية.
نصيب المملكة من السياحة لا يزال دون الحدود الدنيا مقارنة بإمكانياتها، ومشروع صندوق الاستثمارات العامة السياحي بالقدية والذي اعلن عن اطلاقه الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع يأتي ضمن الخطط الرامية إلى تنويع الاقتصاد ورفع مشاركة القطاع السياحي المتخصص في الناتج المحلي.
دراسة لمؤسسة النقد تشير إلى أن استثمار 100 مليار ريال يحدث مشاركة في الناتج المحلي بنسبة 5%، فعند استثمار 200 مليار ريال سيخلق 280 ألف وظيفة مشاركة في الناتج المحلي إلى 9% تقريبا.
الملفت للنظر أن الأجانب تفوقوا على السعوديين في الإنفاق على السياحة في المملكة بمقدار 20 مليار دولار بحسب تقرير لمنظمة السياحة العالمية لعام 2013م ويمكن عزو ذلك إلى الحج والعمرة ومن المتوقع أن تزيد مشاركة السعوديين في السياحة الداخلية المتخصصة كما في مشروع القدية.
نحن بحاجة إلى زيادة معدلات الاستثمار الداخلي إلى مستويات غير مسبوقة ولا سيما تلك المشاريع التي تساهم في زيادة النقد الأجنبي والتوظيف للسعوديين ومشروع القدية السياحي يعتبر نواة لجذب مشاريع كبيرة بالشراكة مع القطاع الخاص ولاسيما المشروعات الصغيرة والتي تنشأ حول المشروعات العملاقة وتصبح مصدر مهم للأعمال في المجال السياحي المتخصص.
أرى أن المؤشرات الاقتصادية العامة محفزة على المدى المتوسط أن نرى مشروع القدية ضمن المشاريع العالمية في الأحداث المتخصصة وقد نصبح من الدول المصدرة للسياحة المتخصصة وفق قيم سعودية وبطابع سعودي تقدمي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال