الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أعلن بالأمس القريب صندوق الإستثمارات العامة ممثلاً برئيس مجلس إدارته ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود عن إطلاق مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في المملكة وسوف تكون الأكبر من نوعها في العالم، وذلك بمنطقة “القــِدِيّــة” جنوب غرب الرياض، بمساحة تبلغ 334 كيلو متراً مربعاً. وكان هذا الإعلان مدهشاً وملفتاً للنظر لما يحمل في طياته الكثير من الإعتبارات الاقتصادية والتجارية والإستثمارية، قياساً على المساحة الشاسعة التي سوف يقام عليها المشروع ، وتعدد الأنشطة التجارية والمهنية التي سوف تحتاجها مثل هذه المدينة الضخمه.
ولأن المشروع سوف يقام على أرض خام غير مطورة ، سوف تبدأ رحلته بتطوير البنية التحتية التي تتطلب احتياجات هندسية نوعية تتناسب مع استخدام الأرض ، ثم مجال الإنشاءات والمقاولات التي بطبيعة الحال سوف تفعل حركة إنتاج مواد البناء والإسمنت وبالتأكيد تفعيل استخدام الطاقة البديلة مروراً على مجالات التصاميم البيئية المتناسبة مع هيكل الأرض البيئي والأساسي ، وصولاً إلى مجالات الضيافة والإعلام والطاقة والنقل والاتصالات والصحة والأغذية والتجزئة بكل أشكالها ، ولو أخذنا بشكل بسيط مساحة الأرض والاستخدامات التي أعلن عنها ، سنجد أن المشروع سوف يوفر الآلاف من فرص العمل الدائمة والآلاف من فرص العمل الموسمية.
إضافةً الى أن هذا المشروع بالبيانات الأولية البسيطة التي أعلنها صندوق الاستثمارات العامة واعتماداً على المساحة ونوعية الإستخدام ، فسيكون مجمعاً ضخماً للأنشطة المتوسطة والصغيرة في كل مجالاتها.
هذا التصور الأولي مبني فقط على البيانات البسيطة التي أعلنها صندوق الاستثمارات العامة ، ولم يتحدد حتى الآن البيانات التفصيلية عن المشروع ، واعتبر هذا الأمر إيجابي لسبب بسيط !! لأنه سوف يكون بإمكان صندوق الإستثمارات العامة والقائمين على مشروع “القــِدِيّــة” ان يستفيدوا من الطرح الشعبي والإعلامي ومن طرح المتخصصين في كافة المجالات عن أفضل النماذج الممكنه لتحقيق أفضل هيكل عمل يكفل إنجاز وإنجاح هذا المشروع الضخم.
على خلفية الإعلان ، فإن المستثمر الرئيسي للمشروع هو “صندوق الإستثمارات العامة” إلى جانب نخبة من “كبار المستثمرين المحليين والعالميين” وهنا أقف متحفظاً على هذه الجملة ، ولدي أسبابي التي أنطلق منها :
– أولاً أستطيع اعتبار هذا المشروع على أنه “مشروع وطني”جاذب للأموال والإستثمارات خالق للوظائف والأعمال التجارية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة ، والإستثمار السياحي عالمياً معروف بعوائدة الممتازة ، فمن باب أولى أن يكون الشريك الأهم في هذا الإستثمار هو “الشعب السعودي” ، ليتسنى للكل الإستفادة القصوى من إمتيازات هذا المشروع الضخم ، استثمارياً ومهنياً وتجارياً واستهلاكياً.
– ثانياً : صندوق الاستثمارات العامة يتمتع بخصوصيته الكبيرة، وبياناته وإفصاحاته محدودة جداً ومشروع “القــِدِيّــة”بضخامته وقربه لحياة المواطن في اعتقادي يجب أن يدار بشفافية ووضوح.
– ثالثاً : إذا كان النخبة من المستثمرين “المحليين والعالميين” سوف يشاركوا بالجانب المعرفي والمهني كــ شركة الأعلام الستة للترفيه ( Six Flags ) أو يونيفرسال باركس أندريزورتس (Universal Parks & Resorts) أو ميرلين للترفيه (Merlin Entertainments) ، فأهلاً بهم ولهم الأولوية ، أما إذا كانت القضية مشاركة بالإستثمار المالي فقط فــ “الشعب السعودي” له الأولوية في الإستثمار.
ومن هذا كله ، وقياساً على البيانات البسيطة المقدمة من صندوق الإستثمارات العامة ، اعتقد أن المشروع يجب أن يقدم كــ “طرح عام” بنسبة مئوية تفوق 30% للأفراد ، بمنشئة مدرجة ، بإفصاحات دورية ، بميزانيات تفصيلية ، بمعايير أداء عالمية ، وجمعيات عمومية يحضرها المستثمرون الأفراد ليستطيعوا متابعة مسيرة الأعمال والإنجاز ، وبمجلس إدارة منتخب.
وتستطيع المنشأة في سنواتها الأولى بما تملك من أصول ضخمة إصدار “صكوك” مقابل الأصول ، وبعائد تنافسي عشري السنوات تطرح الصكوك للقطاع العام والخاص الخليجي وبذلك تستطيع المنشأة تنويع مصادر التمويل وتخفيض تكلفة النقد عليها، ونحن في انتظار قادم الأيام عما سيصدر من بيانات عن المشروع الضخم. كم هي كثيرة المشاريع والرؤى التي ذهبت إلى النسيان، إذا أردنا أن نصنع الإنجاز فلنصنعه سوياً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال