الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من الصعب جدا فهم عجز المعروض السكني في كل مدن المملكة (باستثناء جازان), والحقيقة لا يوجد تبرير مقبول لهذه الحالة سوى التبرير لمكة المكرمة والناتج عن شح الأراضي. اعلان وزارة الاسكان عن عجز المعروض يأتي ليؤكد انه لا يمكن للقطاع الخاص لوحده ان يسد الفجوة بين الطلب والعرض السكني. كما انه من العبثي ان يقوم القطاع العام بمحاولة لعب الدور الأوحد في تلبية الطلب على السكن.
العجز في المعروض هو نتاج مباشر لعدم التجانس والتنسيق الاستراتيجي بين القطاع العام والخاص في بلادنا. اما جازان وهي الوحيدة التي لا تعاني من عجز في المعروض, فاعتقد ان لهذا علاقه في انتقال شباب المنطقة للعمل في مناطق أخرى من بلادنا, وبذلك فلا طلب قوي يوجد من الأساس. فالفائض هنا (أو التعادل) بين الطلب والعرض تحصيل حاصل وليس شطارة من القطاع الخاص أو وزارة الأسكان.
المشكلة ليست في الموارد, سواء لتمويل البناء والتطوير, او لتمويل التملك النهائي, المشكلة تكمن في غياب خارطة متكاملة للاحتياجات السكنية وعلى مستوى المملكة للسنين القادمة. فلا أحد يعرف الاحتياج الحقيقي لمدينة الرياض أو جدة أو أبها أو نجران أو عرعر والمبني على معدلات نمو هذه المدن والمبني على دراسة احصائية دقيقة, كل ما نعرفه ان الطلبات على قروض وزارة الاسكان لهذا العام لا تقابله عروض وفق مواصفات الوزارة المقبولة. المحك الرئيسي الذي سينهي هذا العجز برمته هو دراسة مستقبلية واضحة المعالم تحدد الاحتياجات السكانية بطريقة واضحة للقطاع الخاص ليقوم بواجبه على أكمل وجه.
تعديل مواصفات البناء ضرورة, و بما يسمح ببناء أقل تكلفة دونالاخلال بأي شكل من الاشكال بجودة المواصفات وسلامة المساكن, فتقنية البناء تقدمت بشكل كبير جدا في العالم, سواء بما يحقق تكاليف أقل, أو بما يحقق سرعة في الانجاز. وقد يتطلب الامر جهد آخر في هذا السياق يحفز القطاع الخاص على التطوير. شروط مساحات الوحدات السكنية تحتاج هي الأخرى الى مراجعة بهدف الاستغلال الامثل لمساحات الأراضي, والذي يحقق ايضا استخدام أكفأ للطاقة ايضا.
مستقبل الاسكان بحاجة الى مضاعفة الجهد وبطريقة تطمأن كل المراقبين. وسخط وغضب كل من هم في قائمة الانتظار مبرر ولابد من انهاء مسبباته. العجز المخجل للمعروض السكني, والخلل الذي انتج ارتفاع في قيمة الايجارات مقابل (انخفاض) قيم العقار, يجب ان ينتهي ويجب تقديم ما يطمأن بذلك قبل ان تصل الأمور الى (أزمة سكن).
وزارة الأسكان امامها الكثير للقيام به, فكما يتم الاعلان عن مكامن الخلل والعجوزات, يجب الاعلان عن الخطط التصحيحية, والتي لا بد ان تتسم بالجدية. فبمرور بسيط على تعليقات أي خبر يصدر عن وزارة الاسكان, يتضح بما لا يدع مجال للشك, انها تحولت الى قناة فكاهية للتندر والسخرية, وشر البلية ما يضحك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال