الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أطلقت وزارة الإسكان العديد من المنتجات والبرامج والأنظمة سعياً منها إلى رفع نسبه تملك المسكن من 47% إلى 52% وتخفيض مكرر متوسط سعر الوحدة إلى إجمالي دخل الفرد السنوي من 10 إلى 5 وبما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية للوزارة وفق برنامج التحول الوطني 2020م. ومن ضمن الأنظمة التي تم تطبيقها مؤخراً نظام رسوم الأراضي البيضاء والذي يهدف إلى زيادة المعروض من الأراضي المطورة بما يحقق التوازن بينالعرض والطلب، وتوفير الأراضي السكنية بأسعار مناسبة، وحماية المنافسة العادلة، ومكافحة الممارسات الاحتكارية.
ولتحقيق أهداف النظام فإن من شأن تأسيس شركة لتطوير الأراضي البيضاء داخل النطاقات العمرانية بالمدن التي طُبق وسيُطبق عليها نظام رسوم الأراضي البيضاء التأثير على نحو إيجابي في تحقيق تلك الأهداف.
تقوم الفكرة على تأسيس شركة لتطوير الأراضي البيضاء داخل النطاقات العمرانية لكل مدينة طبق عليها نظام رسوم الأراضي البيضاء، بحيث يُساهم من “يرغب” من ملاك الأراضي البيضاء الواقعة في المدينة والمندرجة تحت المرحلتين “الأولى والثانية ” من مراحل رسوم الأراضي البيضاء بأراضيهم عند تأسيس الشركة مقابل أسهم في هذه الشركة.
على أن تُحقق هذه الأراضي العديد من المعايير لقبولها كأن تكون صالحة للتطوير، وأن تكون مخصصة للاستخدام السكني أو السكني التجاري، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على عدد مقبول من الوحدات السكنية أو الأراضي المطورة عند تطوير الأرض البيضاء المراد المساهمة بها، وأخيراً أن تكونهذه الأراضي بأسعار تمكن الشركة عند تطويرها لهذه الأراضي من تحويلها إلى منتجات سكنية بأسعار تتناسب مع دخل المستحقين لهذه المنتجات، وبما يحقق المكرر المستهدف ضمن برنامج التحول الوطني 2020م وذلك كــ “شرط أساسي ومهم لقبول المساهمة بأي أرض”.
ولا تقتصر أعمال هذه الشركة على تقديم المنتجات السكنية للمستحقين للسكن على قوائم وزارة الإسكان فقط إنما تمضي في تطوير الأراضي التجارية الناتجة من تطوير الأراضي البيضاء ضمن النطاقات العمرانية والاحتفاظ بها كأصول مدره لهذه الشركة وتأجيرها.
ومن المهم طرحها جزء من أسهم هذه الشركة طرحا عاماً لاستفادة أكبر شريحه من المواطنين منها، كما أنه من المهم أن تساهم وزارة الإسكان وهيئة تطوير المدينة -التي تأسست بها هذه الشركة- بملكية في الشركة وذلك لدعم أعمالها وتسريعها، بالإضافة إلى إعفاء الأراضي المملوكة لهذه الشركة من رسوم الأراضي البيضاء وذلك لتلافي ارتفاع تكاليف تطويرها، وتسهيل حصول الشركة على قروض ميسرة، وتوجيه المستحقين للسكن من الاستفادة من منتجات الشركة، ودعم الجهات الخدمية لمشاريع الشركة. ومن المهم أن تُنفذ مشاريع الشركة وفقاً لنظام البيع على الخارطة لتخفيض أسعار بيع منتجاتها السكنية.
وأما عن الدافع وراء مساهمة ملاك الأراضي البيضاءبأراضيهم في هذه الشركة فهي عديدة منها: عدم قدرة ملاك الأراضي البيضاء على تحمل تكاليف تطويرها، أو عدم قدرتهم على دفع رسوم الأراضي عليها، أو عدم رغبة ملاك الأراضي في تطويرأراضيهم نظراً للمدة الطويلة التي تستغرقة عملية تطوير الأرض، أو تجنب أي مخاطر ناتجة من تقلبات السوق عند تطويرهم لأراضيهم، أو التخوف من انخفاض القوة الشرائية للمستخدم النهائي عند بدء عملية التطوير -وذلك للمشاريع الغير قائمة على نظام البيع على الخارطة-، أو عدم وصولهم إلى شراكة مناسبة مع مطورين لأراضيهم، أو الرغبة في السيولة– من خلال بيع الأسهم العائدة لهمفي هذه الشركة-، وأخيراً الرغبة بالمساهمة في تأسيس هذه الشركة والاستفادة من الدعم الذي سيتم توجيهه للشركة مما سينعكس على أدائها ونتائجها وبالتالي على مساهميها.
وبالنسبة لإيجابيات تأسيس الشركة للمستحقين للسكن فتكمن في تخفيض أسعار المنتجات السكنية الموجهة لهم من خلال: عدم فرض رسوم الأراضي البيضاء على الأراضي المملوكة للشركة، عمل الشركة وفق نظام البيع على الخارطة لمنتجات الإسكان، وكذلك دعم مشاريع الشركة من قبل الجهات التنظمية والخدمية، وتوفير التمويل الميسر لمشاريع الشركة مما يقلل من أسعار المنتجات التي تقدمها الشركة.
كما أن من إيجابيات تأسيس الشركة ضمان تطويرالأراضي داخل النطاق العمراني والداخلة ضمن نطاق المرحلتينالأولى والثانية من مراحل رسوم الأراضي البيضاء في المدينة التي تم المساهمة بها عند تأسيس الشركة، وبالتالي زيادة المعروض والحد من عمليات التطوير خارج النطاقات العمرانية والتي “قد” تفتقر لتوافر الخدمات كالمراكز الصحية والمدارس،…..إلخ، كما أن منإيجابيات تأسيس الشركة تخصيص معظم منتجاتها في توفير منتجات سكنية موجهه لمستحقي السكن وفق آلية تٌلزم بها الشركة،وبالتالي زيادة المعروض من المنتجات السكنية.
وأخيراً فإن من شأن تأسيس شركة لتطوير الأراضي البيضاء داخل النطاقات العمرانية بالمدن – والتي من المتوقع أن تبلغ قيمة أصولها من الأراضي عند التأسيس مليارات الريالات- التأثير بشكل ايجابي في تنشيط حركة التطوير العقاري، وكذلك القطاعات المرتبطة بها، بجانب توليد العديد من الوظائف.
هذا والله أعلم.
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال