الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
سأبدأ سلسلة مقالات عن الرياضة وعلاقتها بعدد من القطاعات كما هو وارد في العنوان، والبداية مع الإعلام وأبدأ بالتدليل عما سأطرحه بخبر نشر في جميع وسائل الاعلام بزعم أن حوارا تم بيني وبين رئيس نادي الوحدة في محكمة التحكيم الرياضي بلوزان تضمن إنني ضد أهل مكة ونادي الوحدة وإنني قمت بالرد عليه إلى آخر الطرح وكل ذلك نقلاً من داخل جلسة المحكمة، وفي الحقيقة لم أذهب إلى المحكمة وكان من ذهب هو فريق المحامين الذي عينته للقضية!
ولأن النشر لم يكن بوسيلة واحدة بل تكاد تكون جميع وسائل النشر، فقد أصدر اتحاد كرة القدم بيانا حول حقيقة عدم وجودي في المحكمة وطلب من الجميع الاعتذار وتصحيح المعلومة، ولكن الذي حدث أن جميع الوسائل تجاهلت ذلك وتحدثت عن سبب عدم حضوري جلسة المحاكمة! وفي مقال منفصل سأذكر سبب عدم حضور الجلسة.
وفي مناسبة أخرى أفرد أحد الكتاب مؤخراً مقالا معنونا بإسمي، ولم تكن الأولى له أو لغيره من الكتاب وضيوف البرامج الرياضية، مؤداه أنني متخصص في تولي القضايا ضد النادي الأهلي وبعد أن صادفته في رحلة سفر بالطائرة سألته عن تلك القضايا فقال لا أعلم هم قالو لي ذلك!
بهاتان الواقعتان وغيرهما الكثير وبشكل دائم متواصل في جميع الوسائل الحديثة والتقليدية يبدو انهيارا مهنيا يتجاوز حرية التعبير فشلت معه المؤسسة الرياضية في وقف تضخمه أو الحد من أثره السلبي الخطير على الوطن وشبابه، ولم تنجح محاولات الرئاسة في ثوبها القديم من خلال وثيقة الشرف الرياضي التي وقع عليها جميع رؤساء الأندية، فقد تم نحرها لحظة التوقيع عليها من الإعلام.
وبعد نجاح وقتي نسبي لعدة أشهر للائحة الانضباط فشل اتحاد كرة القدم وتراجع وأوقف وعدل اللائحة بسبب الضغط الإعلامي، إلى أن صدر مؤخراً التوجيه الكريم من مجلس الوزراء لمكافحة التعصب الرياضي.
إن الارتقاء بالإعلام الرياضي بما يكفل تحقيق الأهداف المرسومة له لن يتم إلا بالتأسيس لإعلام رياضي احترافي متميز يساعد على رفع مستوى القطاع الرياضي وينمي روح المنافسة الشريفة ويحد من التمييز والإساءة والتعصب الرياضي، ولن يتحقق بما هو موجود على الساحة الإعلامية الآن لأن الأمر يحتاج إلى تعديل جذري فيما تتناوله جميع الوسائل والمطبوعات وفيما تقدمه البرامج وما يدلى به ضيوفها والذي هو السبب الرئيسي لما نشاهده في الوسط الرياضي والمجتمع من احتقان وتنافر، مما يتوجب معه أن يكون لدينا تعامل قانوني وإعلامي قوي وجاد يغير وجه هذا الإعلام بصورة جذرية للأفضل.
والإعلام الرياضي يُركز على كرة القدم ولا يُركز على باقي الألعاب أو على جهاز هيئة الرياضة ولو فعل لتحسن الحال ولتحولت الهيئة إلى أفضل جهاز حكومي لأن الإعلام مسلط وكاشف بجميع ما يملك من مساحات وكاميرات ليكشف واقع الفساد والبيروقراطية السائدة في العمل الحكومي.
ولذلك أطلب وأرجو من معالي وزير الإعلام الدكتور عواد العواد الذي ارتبط بالوسط الرياضي ومعه جميع المؤسسات والهيئات ذات العلاقة بالإعلام والنشر والمطبوعات بجميع وسائلها، التعاون والاهتمام المباشر مع جميع وزارات وهيئات الدولة في المساهمة في محاربة ومكافحة التعصب الرياضي.
وأتوجه بذات الطلب والرجاء إلى معالي رئيس هيئة الرياضة القانوني المتميز محمد بن عبد الملك آل الشيخ بأن يضع محاربة ومكافحة التعصب الرياضي في قمة أولوياته واهتماماته لأن أهداف هيئة الرياضة لأجل الشباب والمجتمع والرياضة والأمن والصحة والاقتصاد والاستثمار لن تتحقق في ظل الاعلام الحالي الذي تكاد تندثر فيه المعايير المهنية وتطغى عليه العشوائية والسلبيات القانونية والمهنية والاجتماعية والأمنية التي ألجئت الجهات ذات العلاقة بأمن الوطن وشبابه ومستقبله لإصدار التعليمات والتوجيهات لمكافحة التعصب الرياضي.
لا نريد منجزات إعلامية بعيدة عن الواقع الذي يلمسه المواطن ونتساءل ماهي المنجزات الحقيقية أو الملموسة لهيئات الرياضة عبر سنوات طويلة وليسمنجزات الإعلام.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال