الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ثقة حماس تفاؤل ذلك ما كان عليه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في لقاءه الثاني عن الرؤية السعودية، وهو ما كان عليه في لقاءه الأول حين أعلن الخطوط العريضة للرؤيه. لم تتزعزع ثقته فهو على يقين من أهدافه . كان يفصّل ما تسعى برامج الرؤية تحقيقة حتى 2030 ، ثقة وحماس وتفاؤل اعتقد أنه نجح هذه المرة في نقلها لقطاع كبير من المجتمع السعودي .
بين اللقاء الأول والثاني الكثير من الأحداث التي ألقت ظلال الشكوك والخوف وعدم اليقين لما نحن مقدمون عليه ، لكنها لم تظهر في اللقاء الثاني على سموه فجاء بكامل الثقة واليقين التي ظهر بهما في لقاءه الأول . وقدم سموه الكثير من الأرقام المتفائلة جدا في عدد من القطاعات شملت التعدين ، وما أسماه بالمحتوى المحلي المتمثل في مشتروات وتعاقدات الحكومة من الخارج ، والترفية الذي يمثل ثالث أكبر القطاعات التي تستنزف الاقتصاد السعودي. كما شملت الأرقام الدعم اللوجستي التي يمكن أن تساهم فيها المملكة ضمن منطقة الشرق الأوسط في قطاع النقل البحري والجوي والبري والصناعات المشتركة، وشمل حديثه دعم الشركات المحلية لتنتقل للعالمية والإقليمية بثقة وثبات بدعم حكومي ، وغيرها الكثير من المواضيع والأرقام .
أما فيما يخص المواطن مباشرة فقد تحدث عن عشرات الألاف من الوظائف التي سيخلقها الاقتصاد من خلال تلك البرامج التي أُعلنت حتى الأن والتي ستعلن فيما بعد ، ليتم خفض البطالة من 12.5% إلى 7% بحلول 2030 ، كما تطرق سموه للإسكان وذكر البرامج التي سيقدمها الإسكان للمواطن ، وتخصيص القطاع الصحي لتحسين الخدمات الصحية التي تُقدم للمواطن ، كذلك خصخصة الخدمات البلدية لرفع كفاءتها . وأهم ما تحدث عنه سموه برأيي كان محاربة الفساد فنجاح الحكومة في ذلك الأمر كافي لأن يحسن الكثير من المشاكل التي نعيشها. وكلام سموه بعدم نجاة أي مرتكب للفساد بحد ذاته كافي لبث روح التفاؤل في نفوس المواطنين .
لست هنا في مقام التطبيل والمديح الفج الذي يعافه كل عاقل وذا كرامه ، وليس من طبعي ، ومن يتابع كتاباتي هنا في صحيفة مال يدرك أني من أكثر الكُتّاب الاقتصاديين الذين طرحوا التساؤلات والملاحظات على رؤية 2030 ، ومازلت عند بعض تلك التساؤلات والملاحظات ، وثارت تساؤلات وملاحظات أخرى بعد اللقاء الثاني لسمو ولي ولي العهد .
لكن ما يجب أن ندركه جميعا كمواطنين مخلصين لوطننا يهمنا أمنه واستقراره وأمن واستقرار ومستقبل أبناءنا إننا أحوج ما نكون لنجاح هذه الرؤية بكل تفاصيلها ، وأننا يجب أن نقف معها بكل قوة حتى مع كل ملاحظاتنا عليها ، والتي يمكن أن نتوافق عليها بالحوار الجاد والنقد الهادف .
أن نقف مع الرؤيا لم يعد رأيا وإقتراحا وقرارا يمكن قبوله أو رفضه بل واجبا وطنيا لا تراجع عنه . أولا كون الدولة بكل مكوناتها شعب وحكومة واقتصاد بحاجة ملحة لتلك الرؤية ، فقد وصلت الأمور لطريق مسدود لم يعد معه من الممكن اصلاح وتجميل الكثير من المشاكل السابقة ولابد من إجتثاثها من أصولها.
قرارات قد يتألم منها البعض لكنها أصبحت ضرورة . وثانيا أن الرؤية قد بدأ تنفيذها وخذلانها في هذا الوقت العصيب هو ظلم للوطن ولنا جميعا قبل أن يكون ظلما للقائمين عليها ، والظلم الأكبر يقع على الأجيال القادمة التي لن تجد موطئ قدم في بلدها إن إستمر الوضع على ما هو عليه في السابق .
اعتقد أن قطاعا كبيرا من المجتمع السعودي أعاد النظر في موقفه من الرؤية بعد لقاء سمو ولي ولي العهد الأخير وأخذ موقفا إيجابيا داعما لها بعد أن تضعضعت الثقة فيها خلال الأشهر الثمانية الأخيرة . مع ذلك نجاح الرؤية لا يجب أن نربطه بأرقام عامة لا تنعكس إيجابا وبشكل واضح على حياة المواطن كما فصلت ذلك في مقال لي سابق هنا في “مال” وهو مثبّت على صفحتي في تويتر بعنوان (مؤشرات المواطن لنجاح الرؤية) وموجود على هذا الرابط في موقع “مال”: http://www.maaal.com/archives/20170103/85109
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال