الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يمنع النظام وضع الإعلانات العشوائية في الشوارع والأماكن العامة ، لكن ذلك لم يمنع تلك الإعلانات من غزو كل مكان حتى غطت جُدر المباني التجارية والمساجد وأعمدة الكهرباء واللوحات الإعلانية الرسمية وكل ما تصل إليه أيدي المعلنين ويكون مكانا مناسبا للإعلان . وتتصدر إعلانات المدرسين الخصوصيين تلك الإعلانات .
ليست تلك القضية فلم يعد يخل بيت من معلم خصوصي حتى بيوت المعلمين والمعلمات ، الأمر غريب جدا ، حتى أن الإعلانات وصلت لمواد الصف الأول إبتدائي .
القضية أن المدرسين الخصوصيين لطلاب الجامعات أصبحوا يشكلون جامعات ظل موازية للجامعة التي يدرس فيها طلاب كل جامعة ، فتكونت قاعات مجهزة بكامل التجهيزات من أجهزة عرض وسبورات وكراسي وطاولات لإستقبال بين عشرين وأربعين طالبا في القاعة الواحدة، إما بتجهيز شقة خاصة أو إستئجار قاعات جاهزة في المراكز التدريبية . ووضعت جداول محاضرات محددة المواعيد ومذكّرات وواجبات وحل تمارين . وتكونت وسائل إتصال وتنسيق بين جامعة الظل وطلابها وطالباتها أساسها وسائل التواصل الإجتماعي ، يتم من خلالها التسجيل وتحديد الرسوم والمواعيد وحتى فصل الطالب أو الطالبة الذي يخل بقوانين الجامعة وأهمها السرية في كل ما يأخذونه فيها من مذكرات وأسئلة وشرح ، بل والتشهير بمن يخالف تلك القوانين . تكلف المادة الواحدة بين ألف وخمسمائة إلى ألف وسبعمائة ريال بخلاف قيمة الملازم التي قد تصل لسبعمائة ريال .
بعض الأساتذة في جامعة الظل من أساتذة الجامعة الأصل الحاليين أو السابقين الذي قدموا إستقالاتهم للتفرغ للعمل في جامعة الظل لأن دخلها أفضل لهم بكثير من رواتب الجامعة الأصل ، ومعظمهم من غير السعوديين . الطلاب في تلك الجامعة من الجنسين الذكور والإناث ، لذلك تنتهي مقاعد بعض الأساتذة في وقت مبكر ولا يجد الطالب مقعدا فارغا عنده ، لكن بنهاية موسم التسجيل تكون جميع المقاعد كاملة العدد عند كل الأساتذة في كامل الوقت حتى في الإجازات .
الملفت للنظر ما يحدث في الأصل والصورة ، طلاب جامعة لا يستطيعون الفهم في الجامعة الأصل لكنهم يفهمون في جامعة الظل ، هذا ما سمعته من أكثر من طالب من طلاب جامعة الظل ، وهذه الحقيقة تطرح سؤالين : هل أساتذة الجامعات الأصل أقل كفاءة ؟ أو أقل إخلاصا ؟ في حين أن أساتذة جامعة الظل أفضل كفاءة ؟ أو أكثر إخلاصا ؟ لأن الطالب الذي لم يفهم في الأصل فهم في الظل ، وهو في الحالين حريص على الفهم ، وعدد الطلاب في القاعتين متقارب .
أما السؤال الأكبر لماذا يستطيع بعض أساتذة جامعات الظل التنبوء بأسئلة إختبارات الجامعة الأصل بدرجة عالية من الدقة ، هل لديهم مصادرهم أم هي خبرة العمل الطويل ؟
سوق الدروس الخصوصية على كافة المستويات وخصوصا المستوي الجامعي أصبح من الضخامة أن يجتذب أساتذة من خارج المملكة للدخول للمملكة في أي عمل ثم التفرغ للتدريس في جامعات الظل ، بل إن من لديهم أقل معرفة بدروس التعليم السعودي يجدون في ذلك السوق الفوضوي مكاسب لا تخطر لهم ببال . أين وزارة التعليم ؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال