الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بدأت منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي موجات تقنين و فرض السعودة تدريجيا على مختلف المجالات والتي نشهد تقدمها يوما بعد يوم ولو كانت أبطأ مما يجب ولكنها في آخر الأمر جهود تذكر فتشكر ويجب استمرارها ليكون المؤهل السعودي شاباً كان او فتاة هو الخيار الأول والأفضل للمنشآت لتحقيق أهدافها.
تركي بن عبد الله السديري – رحمه الله – كانت له طريقته الخاصة في المبادرة للسعودة منذ توليه زمام رئاسة تحرير جريدة الرياض في عام 1974م، وذلك قبل أن تفرض سياسات سعودة الوظائف، بل تجاوز حسه الوطني وتبنيه لأبناء الوطن أن أخذ على عاتقه الصبر وطول البال لتدريب و تهيئة الشباب السعوديين في مقتبل العمر ممن استهوتهم مهنة المتاعب وأقولها عن تجربة شخصية لمستها قبل أكثر من عشرين عاماً عندما تشرفت بالعمل تحت إشرافه مع مجموعة من الزملاء كجزء من مشروع سعودة القطاع الفني و التحرير( كمتعاون ) بجريدة الرياض.
قربه وإنسانيته مع الجميع وحرصه على استثمار كل لقاء لنشر المعرفة والحث على اكتشاف أسبار الخبر كانت تشكل طريقته الخاصة في تقدير كل مخلص يخدم الجريدة بغض النظر عن جنسيته ولونه، وفي نفس الوقت كانت له بصمته الخاصة في فرض السعودة الفعالة ومشاركة الخبرات على نحو مؤسسي لا يدع للاجتهادات فيه مجال ويحفظ حقوق الرواد من غير السعوديين في نفس الوقت.
نقل المعرفة وبناء الخبرات الوطنية وتمكين الشباب السعودي و الاستثمار في تدريبهم وتطويرهم كانت اركان السعودة الفعالة على طريقة تركي السديري، وها نحن اليوم نجدها في أرقى صورها عندم نتجول في أرجاء هذه المؤسسة العتيقة.
رحم الله فقيد الوطن، عرّاب سعودة صناعة الصحافة، وتغمده الله بواسع رحمته.. إنا لله و إنا إليه راجعون.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال