الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أعلم إنه لم يعد لدى الكثير الرغبة في قراءة أو سماع أي موضوع يتعلق بالرؤية وبرامجها التنفيذية ولكني وخلال مقالي اليوم والقادم سأسعى جاهداً لإستخدام لغة الأرقام والكلمات التحفيزية التي قد تريح (المُحبَطين) المستعجلين على ظهور نتائج الرؤية التي بُسِطت أركان تنفيذها على مساحة 15 سنة فمن غير المعقول أن نستعجل في الحكم عليها علما بأن أي حديث ايجابي حول الرؤية يصنف على أنه تطبيل ومجاملة للمسؤول وتوددٌ للحاكم وسيكون هذا التصنيف صحيحاً إن لم تثبت المقالتين أن كل ما ذكر عن الرؤية فعلا صحيح وإنها مصيرٌ لا خيار عنه والعاقل هو من يقرأ ويحلل ثم يفكر وبعد ذلك يصدر القرار.
كل اليأس والأحباط الذي أصاب السواد الأعظم من المجتمع كان سببه طريقة عرض محاور الرؤية وبرامجها التنفيذية حيث أنها بدت معقدة بشكل يصعب على غير المتخصص تفنيدها وفك شفراتها وحتى المتخصصين انتقدوا بعض المحاور التي وردت في الرؤية لتغطية بعض جوانب التشوهات الاقتصادية التي لم تدق أجراس خطورتها بعد ولم يكتمل نضوجها لتُتأخذ تجاهها إجراءات وقائية عاجلة لتقويمها في حين لم تغطي محاور تلك الرؤية بعض الجوانب الأخرى التي هي على خط تماس مباشر مع المواطن وهي تشوهات اكملت نضوجها بل وأينعت ثم هرمت فعسفت بحياة المواطن قبل جيبه، وأصبحت حديث الناس بل تحول علاج وتقويم تلك التشوهات إلى غاية أحلام الشعب وعلى رأس تلك المحاور قضية الإسكان والصحة.
دعونا نعود قليلا للمربع الأول لئلا نحكم باستعجال وقد كنت أنا أحد أولئك المستعجلين في الحكم حينما تذوقنا نفَس ميكنزي في قالب اعداد الرؤية ثم أُكد لنا عدم تدخلها فرتاحت الأنفس و بدأنا نتلمس شعاع أمل ظهر في النتائج والإحصاءات للربع الأول من هذا العام ولغة الأرقام أن صحت فهي الحكم والفيصل.
الرؤية في التعريف المؤوسسي للتخطيط الإستراتيجي هي الهدف ومنتهى الطريق وسميت كذلك لأنها النقطة البعيدة التي تراها العين وتكون هي الغاية. لذلك من الخطأ تسمية القرارات أو البرامج التنفيذية بأنها من الرؤية فكل ما يُمكن باستخدامه الوصول للنقطة القصوى هو خارطة طريق ومحاولة لتحقيق الهدف أو الرؤية وتلك المحاولات ان فشلت لا تعني التوقف بل يجب فورا العمل على إيجاد خطط وآليات أخرى للوصول للرؤية، وهذه الآليات وخطط العمل ليست عشوائية بل مدروسة ومختارة من بين عدة سيناريوهات بعناية ولكن تظل نسبة الفشل وارده بتغير المعطيات الوعرة التي تصعب الطريق لتحقيق الهدف.
الرؤية الاستراتيجية بشكل عام في طبيتعها طموحة متفائلة تقترب من الاستحالة وهي إن لم تكون كذلك فلا وجود اصلا لوضع الرؤى فبلا صعوبة سيكون الوصول سهلاً فلابد أن نقبل كل التحديات ونؤمن بصعوبة المهمة وتعقيد المسار ونؤمن بالله أولا ثم بأنفسنا ثانياً دون أن ننسى طبيعتنا البشرية المجبولة على الخطأ فتكون متابعة العمل ومواصلة الرحلة وذلك برصد التقدم والانجاز وتقييم المسار بشكل مستمر.
وللتأكد من الانجاز سوف نستخدم المؤشرات الاقتصادية للربع الأول من 2017 مع العلم أنها قد لا تكون دلالة كافية على نجاح رؤية بُعدها الأفقي 14 عام بعد انقضى العام الأول ولكن لو لم نأخذ منها إلا الطمأنينة والتحفيز لكفى لنستمر.
وفي مقالنا المقبل بإن الله سنضع المقارنات والقرائن والمؤشرات والدلائل وسيترك الاستنتاج لك أنت ايها القارئ فلن تجد أفضل من عقلك لإستنتاج من استوعبه واطمئن إليه قلبك.
يقول اليابانيون:
“من يقر بخطأه يظهره مرة واحدة أمام الناس، ومن يحاول إخفاءه يظهره عدة مرات”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال