الإعلانات بين المشاهير والمؤثرين

تشير الإحصائيات أن سوق الإعلان الإلكتروني في السعودية يشهد نمواً سريعاً وبإستثمارات قاربت 250 مليون ريال في 2016 وهناك توقعات تشير أن يشهد الإنفاق في هذا السوق في منطقة الخليج نمواً بمعدل 20 في المئة خلال هذا العام. ومن الطرق المستخدمة في هذا المجال هو استخدام مشاهير التواصل الإجتماعي في الإعلانات. مما يثير قضية مهمة لدى المعلنيين وهي “من هو المشهور الأفضل الذي سيتم اختياره؟ “

فعلى افتراض أنه تم استخدام الأدوات المتخصصة باختيار المشاهير في تلك المنصات بهذا الخصوص وتم ترشيح أبرز المشاهير. فالحقيقة لاتوجد إجابة موحدة لهذا السؤال. فالإجابة تخضع لعدد من الأسئلة منها على سبيل المثال، ماهو المنتج؟ ماهي ميزانية الإعلان؟ ماهي خصائص وحجم المستهلكين المستهدفين؟ وماهي القناة المستهدفة؟ ونجاح اعلان منتج معين لدى مشهور معين في سناب شات مثلا، ليس قاعدة على نجاحه حينما يعلن عن منتج آخر في نفس القناة.  

وهنا تبرز قضية أخرى وهي المشهور والمؤثر. فهناك لَبس في هذين المصطلحين. فالمشهور في رأيي هو شخص يعرفه أغلب الناس يتميز بآلاف ومئات وملايين المتابعين وهم سبب شهرته. أما المؤثر فهو شخص متخصص في مجال معين (علمي، اجتماعي، ديني…الخ) ويقدم محتوى فيه، قد لايعرفه الكثير ولكن يعرفه المتخصصون بنفس مجاله وقد لا يتميز بالضرورة بذلك العدد الضخم من المتابعين . فمثلا فليب كوتلر هو من أبرز علماء التسويق وقد لايوجد مهتم بالتسويق دون أن يعرفه ولكن ربما لايكون بتلك الشهرة لدى الأطباء. أما من ناحية التأثير الإعلاني، فالمشهور يُشهر ما يعلن عنه وليس بالضرورة يؤثر في سلوك الشراء لدى متابعينه أما المؤثر فهو يزيد فعلياً من قرارات الشراء لدى متابعينه حينما يعلن. فليس كل مشهور مؤثر وليس بالضرورة كل مؤثر مشهور لدى الجميع. 

وقد يتبادر إلى الذهن تساؤل وهو، ماهو الأفضل، الإعلان لدى المشهور أم لدى المؤثر؟  أيضا لاتوجد اجابة موحدة. فقد نحتاج لمشهور على سبيل المثال في مرحلة معينة ليقوم بالإعلان والإعلام لتحقيق نتائج سريعة. وقد نحتاج في مرحلة أخرى مثلا أن نركز أكثر على نتائج طويلة المدى نسبياً أو على فئة معينة من المستهلكين فنختار المؤثر. فإطلاق اسم مشهور أو مؤثر وكأنه ورقة الجوكر يجانب الصواب في رأيي. 

خلاصة القول، على الرغم من أهمية وتأثير الإعلانات لدى مشاهير ومؤثرين التواصل الإجتماعي إلا أنه ينبغي اختيارهم بعناية ودراسة وفِهم فما ينجح مع غيرك قد لاينجح معك.