الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وفقا لنظرية ريكاردو الميزة النسبية للموارد والسلع يجب علينا النظر إلى أين توجد الميزة النسبة في الاقتصاد واستثمارها ومن ثم المنافسة بها، فبالنظر إلى اقتصادنا في المملكة نتميز بميزتين نسبيتين أولا الصناعة نتيجة وفرة المواد الأولية وثانيا السياحة الدينية لوجود الحرمين الشريفين , الذي يتوافد إليهما ملايين الزوار سنويا قاصدين أداء مناسك الحج والعمرة ولم تقصر الحكومة السعودية على مر الزمن من توفير سبل الراحة لزوار بيتيه المقدسين.
الملاحظ ان بعض الحجاج والمعتمرين يحرصون على زيارة المواقع الأثرية التي لها مكانة في التاريخ الإسلامي مثال على ذلك جبل النور وجبل ثور في مكة المكرمة وجبل احد في المدينة المنورة إلا أنهم يواجهون صعوبة ومشقة في الوصول إليها. هذه الاماكن لا تعتبر من المشاعر المقدسة الواجب زيارتها او لايتم النسك إلا بها ولكن تعتبر من مواقع الجذب السياحي في المدينتين المقدستين نظرا لتاريخهم في العهد الاسلامي منذ عهد المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
وفي ظل التوجه الى زيادة المعتمرين الى 30 مليون زائر في السنه، اعتقد انه من المهم الدخول في استثمارات تحفز الزوار على الانفاق لتحريك الدورة الاقتصادية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، لذا اقترح امكانية اشراك القطاع الخاص لتنفيذ واستثمار بعض المشاريع والتخفيف على الميزانية الحكومية، ومن ذلك بات من الضرورة توفير مترو داخل مكة وداخل المدينة يربط المواقع المهمة بالحرم المكي وبالحرم النبوي لتسهيل الوصول إليهما ولتقليل. كما ان زوار الاماكن الاسلامية الاثرية يواجهون صعوبة في صعود الجبال اضافة الى سوء الخدمة والباعة المتجولة المخالفة وسوء في العناية والصيانة والتنظيم. فماذا لو تم توفير تلفريك يسهل الوصول للاماكن العالية ,وتوفير خدمات نوعية حول تلك المعالم مثل توفير مناطق منظمة خاصة لبيع الطعام ومكتبات صغيرة توفر كتب خاصة بأحداث هذه الجبل ومكانته في التاريخ الإسلامي.
ومن المهم أيضا توفير مرشدين سياحيين عن تلك الأماكن وكذلك توفير الإرشاد الديني , الأمر لا يقتصر على تأهيل المواقع السياحية والأثرية بل أيضا توفير منتجعات راقية ومعاهد لتعليم اللغة العربية ,كل ذلك من شأنه أن يثري الرحلة الإيمانية للزوار ويجعل من مكة والمدينة مدن عصرية ويوفر فرص عمل للمواطنين بالإضافة إلى أن رسوم تلك الخدمات ستصبح مصدر هام من مصادر تحريك اقتصاديي المدينتين المقدستين. وبالحقيقة ما يبشر بالخير هو إطلاق برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي لا يقل أهمية عن بقية البرامج ضمن رؤية السعودية 2030 بل هو من أهم البرامج الذي يهدف بشكل مباشر لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين لأداء فريضة الحج والعمرة.
بالنهاية القطاع السياحي الديني سيساعد على النمو الاقتصادي والاجتماعي للمملكة ويعتبر مصدر مهم من مصادر اكتساب العملات الأجنبية نتيجة إنفاق زوار الحرمين الشريفين من الخارج على الخدمات والسلع , بالإضافة إلى زيادة حجم إسهام القطاع غير النفطي في الناتج الوطني الاجمالي وتوظيف لقوة العمل الوطنية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال