الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قد ترتفع الاسعار، لذلك اضمن حجرك الان.. غالباً ما نرى مثل هذه الشعار قبل دخول عطلة الصيف.
عطلة الصيف الكثير ينتظرونها للسفر، للاستمتاع بها خارج البلاد. وبما اننا مقبلين على عطلة الصيف فلابد من تسليط الضوء عليها وعلى اسعار الرحلات والسفريات، فهي مهمة لأغلب الناس.
هل من الممكن ان يتوقف احدهم عن السفر بسبب ارتفاع اسعار التذاكر ؟ بالطبع لا، فالسفر في الصيف هو المتنفس الوحيد والأمثل للتجديد لكثير من الناس، في فصل الصيف تكثر التنزيلات والعروض في داخل الدولة، ولكن اسعار التذاكر ترتفع، الفنادق ايضا اسعارها ترتفع، بالمقابل يوجد عروض أسبوعية او يومية وهي حجز تذكرة وفندق بسعر مميز، أو كلما زاد عدد الأفراد يحصلون على تذكرة منخفضة.
موسم السفر معروف لذلك تزداد أسعار التذاكر بسبب الإقبال الكبير للسفر، من المهم لتجنب ارتفاع اسعار العطل هو الحجز المبكر، والاستفادة من العروض المقدمة وذلك بحسب كل شركة طيران. بالمقابل هناك فرصة لشراء تذكرة منخفضة السعر في فترة العطلة، بسبب عدم الإقبال المتوقع وكثرة بالمقاعد فتقوم شركات الطيران بخفض سعر التذكر وتقديم عروض مغرية لجذب اكبر عدد ممكن من العملاء المحتملين، ولكن غير مضمون حدوثها. فإن العلاقة بين السعر والطلب علاقة عكسية. بالإضافة إلى حالة الجو التي تؤثر على السعر بشكل ملحوظ.
كل سلعة وخدمة تتوقف على العرض والطلب، بالإضافة الى العوامل التي تؤثر على العرض والطلب، السفر عن طريق الطائرة من اهم الخدمات المقدمة في كل بلد، فمن المستحيل أن يقل الطلب الى أدنى حد، فهي كما قلت السلع والخدمات ترتفع اسعارها وتنخفض على اساس العرض والطلب. لدينا بالاقتصاد قانون يطلق عليه قانون ساي القائل (بان العرض يخلق الطلب المقابل له) بالاول قانون ساي سمي نسبة الى الباحث والمفكر ورجل الاعمال الفرنسي جان بابتست ساي (١٧٦٧ – ١٨٣٢)، فهو من الكلاسيكيين ويدعو إلى حرية السوق.
ينص قانون ساي على ان الطلب الكلي في الاقتصاد لا يمكن ان يتجاوز العرض الكلي في نفس الاقتصاد ولا ان ينخفض عنه. وقد انتقد الاقتصادي الامريكي جون مينارد كينز ( ١٨٨٣ – ١٩٤٦ ) قانون ساي (حيث نشأت هذه الانتقادات من معاناة الكساد الكبير في الثلاثينات الذي كان واحد من اكثر الأزمات الاقتصادية اضطراباً في التاريخ). كينز قدم تحليل جديد ينص على ان الطلب هو الذي يخلق العرض وليس كما قال ساي.
ارى ان الاثنان أصابا بتحليلاتهم، فكل فترة وكل سلعة يختلف فيها من يخلق من، معلومة تاريخية بإمكانك الذهاب للفقرة التالية ان لم تشأ أن تقرأها. قديما بدأ عصر الانتاج وتميز بقوة الطلب الاستهلاكي والتركيز على الانتاج. بعدها أتى عصر المبيعات (١٩٢٠ – ١٩٥٠) حصل انخفاض في الطلب بسبب كثرة الانتاج لنفس السلع، والشركات بدأت تستخدم المبيعات لزيادة ارباحها، يأتي بعدها عصر التسويق هذه الفترة المنتج ليس له أهمية اذا المستهلك لا يريدها، فبدأت الشركات بتطبيق (الطلب يخلق العرض) حيث بدأت ترى ماهي حاجات المستهلك وماذا يفضّل المستهلك من سلع وخدمات، ثم بدأت تنتج لهم السلع التي يرغبون بها.
وأخيرا أتى عصر العلاقة التسويقية وهو مانعيشه الان، وهو قائم على الولاء، ولاء العملاء للشركات. يركز هذا العصر على بناء علاقة طويلة الأجل بينهم وبين المستهلك او العميل، وهذا ما تفعله بعض شركات الطيران، بعضهم يقدمون عروض فقط لعملائهم لضمان استمرار العلاقة والأرباح. نلاحظ في العصور القديمة فترة ساي، كان فعلا العرض هو الذي يخلق الطلب. وفي فترة كينز حصل العكس الطلب هو الذي يخلق العرض. فالاثنان على حق.
شهدنا بالسنوات القليلة الماضية ظهور العديد من المواقع للبحث عن ارخص التذاكر، أرى أنها من أهم ما أنتجته العولمة لنا في عالم الأنترنت، من مميزاتها انها توفر الكثير من الوقت في البحث، تعطي مقارنات للكثير من شركات الطيران وأسعارهم، ايضا العروض المقدمة كحجز تذكرة مع فندق، فيها العديد من الخيارات والصور لتتطلع على ماتريد او هل تريد تذكرة مع فندق وسيارة اجرة تنقلك من المطار، واختيار الخدمات المقدمة من الفندق متاح ويمكن الاطلاع عليه بسهولة، ان كان عدد الغرف او الفطور او غرف ذات تدخين او لا تدخين فيها، الأماكن السياحية والرحلات ايضا توفرها بعض المواقع.
العروض والاسعار المنخفضة هي من نتاج المنافسة الكاملة في السوق، فلو كان هناك احتكار لشركة لزادت الاسعار بشكل مبالغ فيه.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال