الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في شهر رمضان تنفق شركات قطاع الأغذية والمشروبات ثلث ميزانياتها التسويقية وبالمقابل تشير الإحصائيات إلى ارتفاع نسبة انفاق الأسرة السعودية في هذه الشهر بما يعادل إنفاق ثلاثة أشهر، فالعلاقة هنا علاقة مطردة. فعلى الرغم من أن شهر رمضان هو شهر الصيام إلا أنه أصبح شهر الإستهلاك والشراء والأكل.
فهناك فعلياً مفهوم عكسي بين ما يحمله لنا هذا الشهر الكريم من معاني للصيام وتطهير الجسد والنفس وبين الواقع والذي هو فرصة برأي الشركات عموماً وشركات الأغذية خصوصاً لابد لهم من استغلالها وتحقيق أرباح تساوي إن لم تكن أكثر من أرباح عام كامل.
فما هو الشئ الذي رأي فيه المسوقون أن هذا الشهر بدل من أي يكون شهر كساد بالمنطق، أن يصبح شهر الفرص والأرباح؟. هناك أسباب كثيرة منها المستهلك وسلوكه ولعلي في هذا المقال أوضح أهمها من وجهة نظري:
أولاً: الجوع والعطش، فالطعام والشراب من الحاجات الأساسية للإنسان وكون هذا الشهر فيه صيام عن هاتين الحاجتين، فمن هنا تم الإنطلاق، فإشباع الحاجات ركيزة أساسية لدينا في التسويق.
ثانيا: وجود مأكولات ومشروبات رمضانية ارتبطت بنا منذ طفولتنا بل ربما طفولة آبائنا أيضا. فالسمبوسة واللقيمات والفول والقطايف والسوبيا وشراب التوت وشراب البرتقال وغيرها هي مأكولات رمضانية لاتُرى غالباً إلا في هذا الشهر والتذكير واثارة الحنين وبيان مرافقتها لنا على مر السنوات أراه سبباً مهماً كذلك وهو مانسميه في التسويق “الحنين إلى الماضي Nostalgia”.
ثالثاً: اجتماع الأسرة كاملة في وقت معين لمشاهدة التلفاز وقضاء وقت أطول أمامه مقارنة بباقي الأشهر هو حدث قد لايحدث إلا في هذه الشهر. فهذه فرصة ذهبية أيضا وسبباً من الأسباب لزيادة بث الإعلانات التجارية ومايصاحبها من تأثيرات في السلوك الشرائي لدى المستهلك.
خلاصة القول، استطاع المسوقون بفهمهم لسلوك المستهلك ومايحتاجه وما يرغب به من اشباع هذه الحاجات والرغبات من قلب المعادلة في شهر رمضان فكان شهر الصيام فأصبح شهر الإستهلاك الأعلى من المأكولات والمشروبات. ألم أقل لكم ” المسوقون أذكياء جداً”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال