الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في بداية دراستي للدكتوراه عام 2006م ترددت كثيراً في اختيار موضوع للبحث الأكاديمي حيث تغير عن الخطة المسلمه تغير جذري بسبب عدم الحصول على البيانات اللازمة. عموماً تم الوصول الى الموضوع مع المشرف الأكاديمي بعد ستة أشهر وتوفر المعلومات حول الموضوع وهو أداء صناديق الإستثمار وبالتحديد الصناديق الإسلامية.
كنت محاولاً البحث في الصناديق الإسلامية بالسعودية ولكن بسبب عدم دقة البيانات في العينة المختارة خصوصاً أن اغلب الصناديق جديدة ولم يتجاوز عمرها خمسة أو عشرة سنوات للوصول إلى نتائج دقيقة وفي هذا الحال تم توسيع العينة لتشمل الصناديق الإسلامية العالمية وكانت أكبر عينة من ماليزيا فهناك صناديق أسهم وصناديق مؤشرات وصناديق آخرى تخدم جميع شرائح المستثمرين.
إن قياس الأداء له معايير عديدة تختبر طريقة إدارة مدير الصندوق للصندوق والأرباح التي يحققها فبعض المدراء تكون بدايته جيدة ولكن تتغير كل الأمور بعد أن يغير أسلوب إدارته. وبعض المدراء يختار الاستثمارات الخاطئة ويحاول تصحيح الوضع ولكن الأمر يزداد سوءاً محاولاً التعديل بإستخدام بعض الأساليب الخاطئه مثل سياسة Window Dressing بحيث يضع الاستثمارات الناجحة قبيل انتهاء فترة الصندوق لبيين نجاح الصندوق وتدليس وتضليل النتائج علماً بأن الصندوق لم يحقق المطلوب وهذا يوهم المستثمرين بأنهم استثمروا في استثمارات ناجحة ولكن لم يحققوا المطلوب.
الأمر الأخر الذي حاولت دراسته هو كفاءة وتعليم وتأهيل مدير الصندوق الاستثماري ووجدت انه ليس له علاقة بأداء الصندوق لإن الإدارة تختلف عن التحليل ومن يقوم بإعداد التقارير للمدير لا يتخذ القرار كالمدير وبالعادة يعطي فرضيات وتوجهات مستقبلية قد لا يعتمد عليها مدير الصندوق إعتماد كلي في قراراته الاستثمارية.
إن مدير الصندوق يحاول الاستفادة من المعلومات المتاحه لهذا التعليم والتأهيل لمدير الصندوق ليس له دور او علاقة في أداء الصندوق وإنما قراءته وتحليله التقني والفني الذي يحدد الإداء بالعادة. إن اهم مؤشر للأداء هو ما يعرف بالالفا والتي يقيس العائد مقارنة بالمؤشر بعكس البيتا والتي تقيس درجة المخاطرة والحساسية بالنسبة للصندوق مع السوق.
إن اهم مؤشر للاستثمار هو الالفا والذي يقارن الصناديق ببعضها البعض لقياس معدل الأداء مع المؤشر والتي يعتمد على معادلة CAPM الشهيرة (معادلة تقييم الأصول الرأسمالية). إن اول الدروس التي يتعلمها المدير المالي هو علاقة استثماراته بالسوق من خلال منحنى الأداء Efficient Frontiers والذي يقارن العائد مع درجة المخاطرة. إن الأستثمار الأمثل في منحنى الأداء هو الذي تقل فيه درجة المخاطرة وترتفع فيه نسبة العائد.
عموماً أداء المحافظ الأستثمارية يختلف اختلاف كلي عن أداء الصناديق لسهولة ومرونه المحافظ أما الصناديق تختلف بأنواعها حيث ان هناك صناديق مفتوحة وصناديق مغلقة لها عمر وحجم معين ومجالس إدارة.
إن قطاع الصناديق الاستثمارية لدينا في المملكة العربية السعودية شهد تطور كبير حيث طرحت صناديق المؤشرات في نهاية 2010 من قبل شركة فالكم والتي تتبع المؤشر وتعتبر هذه الصناديق الأقل مخاطرة لمحاولة تتبع المؤشر في اداءه وصناديق المؤشرات لها مميزات كثيرة حيث يسهل الدخول والخروج منها لأنها تتداول كما تتدوال الأسهم وذو سيولة عالية. أيضاً قطاع الصناديق شهد تطور في المملكة العربية السعودية حيث طرحت في الأوان الأخيرة الصناديق العقارية المعروفة REIT’s Real Estate Investment Trust حيث طرحت الجزيرة والرياض وجدوى للإستثمار هذه الصناديق التي تستطيع الحصول على حصة كبيرة او صغيرة بشكل غير مباشر لتحقيق عائد على الإستثمار وتحقيق عوائد سنوية من شراء الأصل.
الصناديق الاستثمارية لها فوائد عدة وتعتبر أداه استثمارية تجعل المستثمرين يصلون لأصحاب الخبرة إذا اختار الصندوق بعناية ودقة ولكن ما لوحظ من انسحاب من الصناديق وتراجع المشتركين يجعل الأمر مقلق خصوصاً دخول الصناديق الأجنبية في الأسواق المحلية التي تحقق عوائد اكبر. إضافة الى الرسوم السنوية للصندوق ورسوم الأشتراك على الصندوق والتي نتطرق إليها في مقالات آخرى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال