الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا أريد أن أخوض سياساً في قرار المملكة العربية السعودية بقطع العلاقات السياسية والقنصلية مع قطر لأنه وبلا شك قرار حتميٌ صائب تأخر كثيراً إذ كانت المملكة حليمة وحكيمة مع مراهقة وتخبط التوجه القطري وكانت تنتظر أن تصغر عين ساسة الدوحة وينخفض حاجز طموحاتهم في تولي القيادة في المنطقة وهدوء غليان بعض الأحقاد التي بدأت منذ أكثر من عقدين ولكن دعونا هنا نرى المشهد بعين الاقتصاد.
اليوم نحن نحلل الاقتصاد القطري بعد قرار قطع علاقات أهم الدول العربية والاسلامية مع قطر وما يليه من تأثر السوق والشارع والمستهلك والمستثمر في قطر. لكي نتصور الموقف بشكل مبسط قبل الحديث عن التفاصيل فقطر يوم أمس وليلة البارحة لم تهدأ استنفذت أسواق التموينات للمواد الغذائية ومراكز بيع التجزئة جميع مخازنها وذلك لتلبية الإقبال الشديد من الناس على المواد الغذائية بغرض تخزينها في بيوتهم استباقاً للإزمة التي ستحدث من اغلاق منافذها وعلاقاتها التجارية مع السعودية والامارات خصوصاً في شهر رمضان المبارك.
تجارة قطر مع دول الخليج خلال 2016 بحسب احصاءات وزارة التخطيط التنموي والاحصاء 37.9 مليار ريال قطري كتبادل تجاري وقيمة الواردات الى قطر من السعودية والامارات والبحرين تساوي 19 مليار ريال قطري وهو مايمثل 35% من قيمة الفاتورة التي تدفعها قطر للواردات عموما من جميع دول العالم.
40% هي اجمالي الواردات هي للسلع المصنعة للمستهلك النهائي والحيوانات الحية 91% منها هي مواد غذائية. أما عن الصادرات القطرية فتستحوذ السعودية والامارات على 65% منها من بين الدول العربية وطبعاً الحديث هنا بعيد كل البعد عن صادرات قطر من الغاز وهي الثروة التي تظن قطر أنها تغنيها عن المملكة وقد تناست أن دولاً افريقية كثيرة تغص بالخيرات والموارد ولكنها غارقة في أحضان الفقر لأنها لم تستطع استغلال مواردها عندما احُكمت القبضة عليها من كل ناحية.
تمر أنابيب الغاز المرسل من قطر براً إلى بعض الدول عبر الأراضي السعودية والأن ستتوقف فكم هي الخسارة التي ستنتج من ايقاف خطوط منبع الثراء الوحيد لقطر. شركات الطيران القطرية كم ستخسر من منع طائراتها من دخول الاجواء السعودية ابتداء من خسارة الركاب خصوصاً في مواسم الحج والعمرة وانتهاء بفرض مسار جوي أطول للمرور غرباً للمحطات الدولية ياترى كم هي التكلفة التي قد تؤثر سلباً على تصنيف الخطوط القطرية عالمياً خصوصاً بعد إلغاء رخصة تشغيل الطيران المحلي لها بالمملكة.
نعم بكل تأكيد الخاسر الأكبر هو الإقتصاد القطري وقد تشهد الأيام القادمة انسحاب العديد من الشركات الكبرى في قطر وتسريح موظفين وتقليص نفقات وفرض لسياسات التحفظ وتراجع في أداء الأسواق المالية والسلع والخدمات وبذلك سيدفع القطريين والاقتصاد القطري ثمن أطماع وعنجهية سياسة صناع القرار المشهود لهم بالإنقلابات البيضاء في عام 1995م ثم عام 2013 وعندما يكبرون أبناء أمير قطر الحالي قد نرى انقلاباً أبيضاً جديداً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال