الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
جزء كبير من نجاح القائد في المهمة الموكلة إليه يعتمد على قدرته في التواصل مع الآخرين، وكثير من القادة ليس لديهم الوعي الكافي ليقيموا أنفسهم وطريقتهم في التواصل بالشكل الصحيح، فيعتقدون أنهم يقومون بما يلزم في هذا المجال، وللأسف قد ينجح البعض منهم في تضليل نفسه، فهم في حقيقة الأمر لا يتواصلون بالشكل المطلوب أو ربما يتواصلون بطريقة مبهمة تجعل مرؤوسيهم في حيرة من أمرهم، و تجعلهم يجتهدون في تفسير ما يقولونه أو ما يريدون إيصاله لهم.
يتواصل القادة الحقيقيون في جميع الاتجاهات و الأبعاد، فهم لا يقطعون تواصلهم بمدراءهم و يحافظون على وتيرة معينة في ذلك تمكنهم من أن يكونوا واضحين و مدعومين في صناعة القرارات و تنفيذها، فهم لا يخفون ما يتوجب على قادتهم معرفته و لا يضللونهم و يتواصلون معهم بكل نزاهة، و هم كذلك يتواصلون مع من يرأسونهم بطريقة واضحة و يخبرونهم بما يتوقعونه منهم، و هم لا يتوارون وراء جدران و أبواب المكاتب و هم بالإضافة إلى ذلك لا ينتظرون معرفة ما يدور في منظماتهم فقط عن طريق التقارير أو ما يقوله لهم المدراء الذين يعملون تحت إمرتهم مباشرة، و هم يهتمون كثيراً في توضيح رؤيتهم و أهدافهم، و يحرصون على ترك انطباع حسن لدى الجميع سواء بالكلام أو بالتعامل لأنهم يعرفون أن البشر بطبيعتهم يميلون للعمل و التعاون مع الشخص الذي يستحوذ على قلوبهم و يأبون تلقائياً أن يتعاونوا مع الشخصيات المتعالية و المتعجرفة، و هم يوقنون كذلك أن العمل في وقتنا الحالي أصبح يعتمد على الإقناع و التحفيز و إيجاد المعنى أكثر من الاعتماد على السلطة.
القادة يعرفون جيداً أن لا شيء يعدل أن تكون حاضراً في قيادتك للناس، تتحرك بينهم وتستمع لآرائهم، وتقضي كذلك وقتاً تقابل فيه عملاءك أو من تقوم بخدمتهم، فبعض المسئولين يعمل في معزل عمن يقوم بخدمتهم ولا يحرص على معرفة رأيهم في الخدمة المقدمة لهم ويتخيل أن أي نقد أو ملاحظة لما تقوم به منظمته هو بمثابة إهانة شخصية فتجده يتفاعل مع ذلك الانتقاد بطريقة عصبية أو عدوانية بدلاً من أخذ الأمر بطريقة إيجابية والاستفادة منه في تطوير منظمته أو الخدمة المقدمة.
التواصل فن تعلن فيه تواجدك بطريقة إيجابية، ووسيلة لا غنى عنها للوصول للقلوب والعقول، وهو وقود العمل الجماعي، وهو القوة التي يمكن بها التأثير على صناع القرار، وهو الطريقة التي ستطور فيها نفسك ومنظمتك حينما تستمع بقلبك وعقلك قبل أن تستمع بأذنك …
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال