الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
رمي كثير من الطلاب لكتبهم الدراسية عقب أدائهم للامتحانات النهائية ظاهرة ليست بالجديدة، وإن كانت الحادثة الأخيرة التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر طلبة إحدى المدارس يمارسون هذا السلوك المشين قد سلطت الأضواء عليها أكثر من ذي قبل.
بالتأكيد لو كانت هذه الكتب تمثّل شيئًا ذا قيمة عند هؤلاء الطلاب لما فرطوا فيها بأي شكل من الأشكال.
وللأسف هناك قصور كبير تجاه معالجة هذا الظاهرة السلبية، وجميع ما صدر من قرارات تجاهها هي ردات فعل على الحدث ،ولم نفكر بعد في حلول وقائية تحفظ لهذا الكتاب أهميته المادية والمعنوية. فهذه الكتب قد كلفت عشرات الملايين من المال العام الذي يجب أن يحفظ ويصان من العبث والهدر، كذلك ما تحتويه هذه الكتب من علوم شرعية وغيرها يجب أن يحفظ هو الآخر ويصان.
وفي اعتقادي أن من أسباب هذا السلوك هو كون هذه الكتب تقدم بالمجان، ومن طبيعة البشر عمومًا أن كل ما يحصلون عليه بدون مقابل لا يحظَ بذلك القدر من الاهتمام والحرص في المحافظة عليه،عكس الحال عندما يكون لهذا الشيء مقابل، حتى لو كان شيئًا بسيطًا.
وأنا لا أدعو هنا إلى تحصيل مبالغ من الطلاب كمقابل لهذه الكتب، ولكني أحاول أن أتقدم بمقترح، لعله يساهم في اهتمام هؤلاء الطلاب في كتبهم وعدم التفريط فيها.
فما المانع أن تقوم وزارة التعليم بتحصيل رسوم مالية رمزية -كتأمين- على الكتب التي تسلم للطلاب في بداية العام الدراسي، على أن تقوم المدارس باستخدام حصيلة ذلك في استثمارات مقاصفها المدرسية، وفي آخر العام يتم ارجاع الرسوم للطالب بالاضافة إلى نصيبه من أرباح المقصف بعد أن يقوم بتسليم كتبه إلى المدرسة.
هنا سنضمن أن الطالب سيحافظ على كتبه، حتى يسترد ما دفعه، وكذلك ليكون له نصيب في غلة المقصف، بالاضافة إلى أنه يمكننا هنا التصرف في الكتب المسترجعة بأكثر من طريقة، لعل على رأسها بيعها على مصانع تدوير الورق، والاستفادة من الدخل المتأتي من ذلك. والأهم من ذلك كله أن الطالب -خصوصًا في المراحل الأولية- سيربط في عقله الباطن بين حصوله على المال (التأمين إضافة للأرباح) ومحافظته على كتبه. وهو الشيء الذي سيزرع فيه الاهتمام بأي شيء له قيمة مالية أو معنوية مستقبلًا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال