الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شاهدنا مؤخرا عدد من المؤثرين من رجال الدين (المشائخ) وقد أعلنوا عن منتجات عبر حساباتهم في منصات التواصل الإجتماعي المختلفة. وفي الأغلب يكون محتوى الإعلان ذو طابع ديني. فكأن يصاغ على طريقة تزكية وبذكر مدى صلاح وتدين أصحاب الإعلان أو أن يكون عن مناسبة دينية مثلا لها علاقة بما يتم الإعلان عنه.
حاولت أن أقرأ من خلال الردود على تلك الإعلانات رأي المتابعين، فكانت تعليقاتهم على الأغلب إما على شاكلة ( كم أعطوك ياشيخ) وإما ( لله درك ياشيخ). ولكن هل فعلاً يكون من الملائم لرجل الدين أن يُعلن خصوصاً إذا علمنا أن بعضعهم يتقاضى عن قيمة الإعلان الواحد مبلغ قد يتجاوز 40 ألف ريال؟
الحقيقة أن رجل الدين إنسان ويبحث عن رزقه ومن حقه أن يعلن تماما مثل غيره من المؤثرين، ولكن هل ستتأثر الصورة الذهنية للشيخ الذي يُعلن؟ وهنا مربط الفرس. لذلك، سوف أتناول رأيين متضادين في هذا الخصوص:
الأول: هناك صورة نمطية سائدة ربما عن رجل الدين من أنه زاهد في دنياه ولديه هموم كبرى أكبر من هموم الناس في الدنيا بل ربما يظن الشخص العادي أن هناك مواضيع لا يمكن يتخيل أن رجل الدين يتحدث عنها. فكون هذا الشيخ أو ذاك أعلن عن منتج فذلك قد لا يتناسب عن ما يتوقعه منه.
الثاني: على العكس تماما فكون المعلِن رجل دين والصورة النمطية من أنهم أناس ثقة ويخافون الله فيما يقولون ويفعلون فهذا يعطي تأثيرا اضافيا له مقارنة بإعلان المؤثر العادي. من المؤكد أنه لامجال للتوقع أي الرأيين يغلب الآخر وهناك مؤشرات معروفة لدى المختصين لقياس مثلاً أثر اعلان معين صادر من مؤثر معين.
خلاصة القول، من حق رجل الدين المؤثر أن يعلن ولكن يجب أن يكون حذراً جداً حينما يفعل ذلك، فهناك الكثير من يرتبط لديهم رجل الدين بالدين. كذلك، حينما نطلب من المؤثر أن يكون صادقاً وثقة وأن يصرَح بأن هذا اعلان مدفوع، فإننا نطلب ذلك أيضا من رجل الدين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال