خارطة طريق المستقبل

تردني العديد من الأسئلة من قبل حديثي التخرج لرسم خارطة طريق تحدد مسيرتهم المهنية حسب رغباتهم وتطلعاتهم المستقبلية، من بينها أيهما أفضل إكمال الدراسات العليا في أحد الجامعات المرموقة في الخارج أم التحضير لاختبارات الزمالة في التخصص؟ وقبل البدء بالإجابة أسأل الله للجميع التوفيق والنجاح والسلامة وأحي فيهم روح الطموح والانجاز والتقدم.

أما بالنسبة لإكمال الدراسة بعد البكالريوس سواء دراسات عليا أم شهادات مهنية، كلاهما مهم في المجال ولكن يوجد اختلاف بين هذه المؤهلات، فعلى سبيل المثال، برامج الماجستير في التمويل، باختلاف نهجها بحثي أم دراسي، عادة ما تركز على خمسة مكونات: 1) الإدارة المالية المتقدمة، 2) إدارة المخاطر المالية، 3) التحليل المالي المتقدم وإعداد التقارير، 4) الهندسة المالية، 5) النمذجة المالية، والتي تؤهل حامليها شغل وظائف في التحليل المالي، وإدارة الاستثمار وتمويل الشركات. أما شهادة المحلل المالي المعتمد “CFA” تعتبر برنامج معتمد دولياً لقياس كفاءة المحللين الماليين وتكامل معارفهم، وقد تم تصميم هذه الشهادة من قبل معهد المحللين الماليين بالولايات المتحدة الأمريكية، وتُمنح الشهادة بعد إجتياز إختبار ثلاثي المراحل لقياس قدرة المتقدمين للإختبار على تطبيق المعارف الأساسية المتعلقة بأسس الاستثمار وإتخاذ القرار على المستوي المهني.

دراسة الماجستير في التمويل بجامعة مرموقة في الخارج، تعد دراسة عملية وثرية بالتجارب والخبرات أكثر من التحضير المنزلي لاختبرات ال “CFA” إلى جانب كونها شهادة مرموقة، فمن واقع تجربة الدراسة في الخارج والتواصل مع الأساتذة والطلبة والمشاركة في مختلف النشاطات المنهجية واللامنهجية لها فوائد عديدة لا تعوض، ناهيك عن الدعم الأكاديمي والمهني وفرصة تكوين علاقات في المجال مع المهنيين وفرصة التطوع والتدريب الميداني التي حتما ستعود عليك بالنفع مستقبلا، أيضا بعض المقررات كالأساليب الكمية مهمة في التخصص ويتم دراستها في برنامج الماجستير.

أما مهنيا فالحاصل على درجة الماجستير في التمويل، يمتلك المهارات اللازمة للتعامل مع التمويل المشترك وأسواق رؤوس الأموال في أي مستوى من الأعمال مع مزج كامل بين المعرفة النظرية والتطبيق، لذا هناك فرصه أكبر للحصول على وظيفة جيدة عند الحصول على درجة الماجستير عن “CFA” بالرغم من أهميتها في المجال المالي وتميز هذا النوع من الشهادات في المجتمع الاستثماري على مستوي العالم. إن مؤهل الماجستير في التمويل حتما يساعد في الحصول على وظيفة، أما شهادة “CFA” لغير العاملين في القطاع المالي هو دليل التزام واهتمام في العمل في هذا القطاع.

ختاما، إن كان الإبتعاث متاحا أو كنت مرافق لمبتعث والدولة تسمح بدراسة المرافق وتحمل تكاليف الدراسة، فقرار دارسة الماجستير في التمويل يعد قرارا حكيما والنظر في التحضير لاختبارات الزمالة إما دراسة موازية عن طريق برامج تقدمها الجامعات هناك أم على حسابك الخاص بجانب دراسة الماجستير إن كان الجمع بينهما ممكن، والأفضل التركيز على دراسة الماجستير والتميز به ومن ثم التحضير لاختبارات الزمالة بعد الحصول على الوظيفة ومعرفة مجالك وميولك المهنية، حيث أن أغلب الوظائف في المجال المالي تقدم برامج تدريبية متميزة تؤهل موظفيها للحصول على الشهادات المهنية اللازمة.