الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أحب المهندسين ولست منهم .. فمن خلال خبرة متواضعة تتجاوز العشرين عاما في مجال إدارة رأس المال البشري قابلت العشرات ان لم يكن المئات من المهندسين السعوديين بغرض توظيفهم أو تدريجهم ضمن مشاريع تطوير القادة أو برامج التعاقب الوظيفي. ويمكنني من هذا المنطلق أن أشير وبكل فخر ان المهندس السعودي لا يقل بل يتفوق على كثير من أقرانه المهندسين في القدرة والكفاءة عندما نتحدث عن شغل الوظائف في القطاع العام أو الخاص في مملكتنا الحبيبة.
معرفة المهندس السعودي بتحديات بيئته ومتطلبات مجتمعه وشغفه بنقل تجاربه و معارفه للمهندسين السعوديين حديثي الخبرة جعلت منه ركناً اساسياً في قصة نجاح كثير من المنشآت لا تنحصر في أرامكو وسابك والاتصالات السعودية والمؤسسة العامة للتحلية ووزارة النقل فقط بل تشمل كثير من منشآت القطاع الخاص والعام بمختلف التخصصات.
رغم كل قصص النجاح التي اثبت المهندسون فيها قدراتهم التي تميزهم كقدرتهم المكتسبة بحكم دراستهم على التحليل والتسلسل المنطقي للوصول للنتائج والتحليل العكسي ومهارة حل المشكلات واقتراح الحلول وهندسة التكاليف وإعادة تصميم الإجراءات لبلوغ منشودهم الدائم الكفاءة في الانتاج، هذه الصفات وغيرها ميزت المهندس السعودي ليضع بصمته في الثمانينات والتسعينات بشكل جلي إلا أن تحولات المعادلة في سوق العمل في الفترة الأخيرة لم تعر لهذه المميزات والنجاحات أي بال! بل أغرقت السوق بمهندسين من كل بقاع الأرض ولَم ينل المهندس السعودي نصيبه في هذه الوظائف رغم كفاءته.
يعمل في السوق السعودي ( حسب احصائيات الهيئة السعودية للمهندسين ) ما يزيد عن 230 الف مهندس ويشكل المهندسون غير السعوديين 92% من هذا العدد ( تقريبا 215 الف ) ونجد بشكل مستمر إعلانات توظيف للمهندسين غير سعوديين بل وتحدد الجنسية في بعض الإعلانات ويستذكي البعض الآخر بعبارة صغيرة في آخر الإعلان عن ضرورة ان تكون الإقامة قابلة للتحويل! بينما بطاقة الأحوال ليس لها نصيب.!
يوجد بين ظهرانينا اكثر من 20 الف مهندس عاطل أجزم بأنهم يتفوقون على اكثر من 50% من المهندسين غير السعوديين العاملين في قطاعنا العام والخاص ولا يقف بينهم وبين حل مشكلتهم الا ان تفعّل الجهات الحكومية المشغلة لهذه الشركات شرطا واحداً فقط : (ان لا تقل نسبة المهندسين السعوديين في المشروع عن 35%)
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال