الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
انظار العالم تتجه مباشرة نحو الجزيرة العربية عندما يكون الحديث عن الحصان العربي الأصيل، وكان اقتناؤه دائما مبعث فخر ورفعة، وتدريبه على السباق من دروب الوجاهة الاجتماعية. وجابت البعثات أنحاء المملكة لتأصيل قطعان الخيول العربية واثبات نسبها؛ الأمر الذي حدا بالملك عبد العزيز رحمه الله لأن يجمع المتسابقين السعوديين في مضمار الخيل في نادي الفروسية بالملز؛ لاحياء رياضة الفروسية العريقة والاهتمام بالثروة التي حباها الله لوطننا، فكانت بادرة طيبة من الملك المؤسس حافظ بها على تراث الأجداد.
استمرارا لمنهج الملك عبد العزيز في المحافظة على تاريخ الأجداد وتراثهم، وعلى ثروات الوطن ومقدراته، وبرؤية ثاقبة وبصيرة صائبة في استشراف المستقبل، صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، بانشاء ناد للصقور في المملكة العربية السعودية؛ بما يمثله الصقر من رمز للأنفة والعزة والكرامة العربية على مر العصور.
وتأكيدا على أهمية الأمر وجديته؛ شمل أمر خادم الحرمين الشريفين تكليف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع؛ بالاشراف على النادي بما عرف به من همة عالية وادارة عصرية لكافة المؤسسات التابعة لسموه وكل المهام التي أنيطت به، هذا الاشراف له دلالته في الأهمية ويضفي على الأمر مزيدا من الجدية ويحض المعنيين على سرعة التنفيذ، كما شمل الأمر تكليف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية برئاسة مجلس ادارة النادي.
انشاء نادي الصقور السعودي ليس مجرد وجاهة كما أسلفنا؛ لكنه يمثل التيار الجديد في فكر المملكة العربية السعودية بقيادة قائد الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، ذلك التيار العصري الذي يعتمد على تقييم عناصر القوة في تفاصيل حياة المجتمع السعودي وابرازها للعالم، والتأكيد في الوقت ذاته على الأصالة العربية، والحث على السبق والابتكار في كافة المجالات ومنها مجال الرياضة؛ وكلها من الدوافع والأهداف السامية لرؤية السعودية 2030م، التي رسم خطوطها العريضة سمو ولي العهد وشرع بالفعل في تطبيقها في مجالات عديدة، لذا فان نادي الصقور هو وجه من وجوه استحضار التاريخ في تحقيق الأهداف السامية وصولا لمستقبل مشرق.
أما من الناحية الاقتصادية؛ فان مشاركات الهواة السعوديين في سباقات الصقور تمثل أهمية شديدة لكل المنظمين، وليس هناك من مسابقة في جميع دول الخليج العربي الا وتكون مشاركات السعوديين أكثر من النصف، أما سوق الصقور السعودية فيقدر عدد الصقور فيها بنحو 20 ألف صقر، ويصل عدد المربين الى نحو 10 الاف شخص، ويصل سعر بعض الأنواع الى أكثر من مليون ريال؛ الأمر الذي يعني أن القيمة السوقية للصقور ومستلزماتها في المملكة تتجاوز الـ 5 مليار ريال تقريبا بحسب مصادر غير رسمية . وتعتبر السعودية أكبر دولة مصدرة للصقور وفي نفس الوقت من أكبر الدول المستوردة لها بحجم تجارة سنوية يتجاوز 200 مليون ريال.
ان انشاء نادي الصقور السعودي يمثل خطوة ايجابية للاهتمام بصحة هذا الطائر الثمين، ويعد حافزا على تنظيم البطولات والمسابقات المحلية والاقليمية والعالمية، واقامة بورصة للصقور ستضع الأصول والقواعد لتربيتها وتدريبها وبيعها وشرائها، وانشاء مزارع لطيور الحبارى الملازمة لتربية الصقور؛ ومن ثم وضع الأصول والقواعد اللازمة لتدريب الصقارين والارتقاء بمستواهم المهني مما يعزز قطاع السياحة في زيادة ايرادات الدولة ويزيد من الانتاج المحلي الاجمالي.
كما أن ذلك سيحافظ على عدم تصدير رؤوس الأموال المستثمرة في هذا المجال للخارج بل سيساعد على تعزيز الاستثمار المحلي وفتح مجالات تستفيد منها كثير من القطاعات يأتي في مقدمتها قطاع السياحة.
انشاء نادي الصقور السعودي يمثل اهتمام القيادة الحكيمة بالرياضات العريقة والمحافظة على التراث السعودي، ويمثل أيضا رؤية عصرية لقائد ركب الحضارة والتطور في بلادنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فهي رؤية الصقر في سماء العصر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال