الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نحن نقف على شفا ثورة تكنولوجية من شأنها أن تغير جذريا طريقة عيشنا وعملنا وربطنا ببعضنا البعض. في المستوى والنطاق والتعقيد، ستختلف عن أي شيء شهدته البشرية من قبل. نحن لا نعرف حتى الآن كيف ستظهر، ولكن هناك شيء واحد واضح: يجب أن تكون الاستجابة له متكاملة وشاملة، تشمل جميع أصحاب المصلحة في النظام السياسي العالمي، من القطاعين العام والخاص إلى الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني.
لقد استخدمت الثورة الصناعية الأولى طاقة الماء والبخار لإنتاج الميكنة. ثم جاءت الثانية لتستخدم الطاقة الكهربائية لخلق الإنتاج الضخم. والثالثة استخدمت الالكترونيات وتكنولوجيا المعلومات لأتمتة الإنتاج. الآن الثورة الصناعية الرابعة تقوم على الثورة الثالثة، الثورة الرقمية التي حدثت منذ منتصف القرن الماضي. وهي تتميز بمزيج من التقنيات التي تتعمق داخل الخطوط بين المجالات الفيزيائية والرقمية والبيولوجية. ولننظر إلى التكنولوجيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، والبيانات الكبيرة، وإنترنت الأشياء (IoT) والروبوتات والسيارات الكهربائية هي الآن حقيقة بدلا من أنها كانت تكهنات.
هناك ثلاثة أسباب لتحولات اليوم لا تمثل إسهاب للثورة الصناعية الثالثة، بل تمثل وصولا متميزا للرابعة: السرعة والنطاق وتأثير الأنظمة. إن سرعة الانطلاقات الحالية (Breakthroughs) ليس لها سابقة تاريخية. وبالمقارنة مع الثورات الصناعية السابقة، فإن الثورة الصناعية الرابعة تتطور بسرعة هائلة وليست خطية. وعلاوة على ذلك، فإن وصولها سيزعج كل صناعة تقريبا في كل بلد. وباتساع وعمق هذه التغيرات ستبشر بتحول كامل لأنظمة الإنتاج والوظائف، وحتى نماذج الأعمال على وشك أن تشهد أكبر تحول لها.
في الحقيقة نحن نملك جميع المقومات في السعودية لنشارك في مجال الصناعة العالمية في وضعها الحالي وقد بدأنا فعليا في بعض القطاعات، وحتى حين يبدأ الإنتقال للثورة الصناعية الرابعة أيضا يمكننا المواصلة والدخول في موجة التحول. لكن هل قمنا محليا في مناقشة هذا الموضوع أو حتى ملامحه؟ هناك مواضيع كثيرة تحتاج إلى النقاش من قبل المسؤولين، مثال على ذلك: الصناعات الرقمية الذكية المتكاملة، والمكونات الرقمية للمواد والخامات المستخدمة في الصناعة، والمصنع الرقمي الذكي، والإدارة الذاتية الرقمية.
لنأخذ جزء بسيط من هذا التحول. يجب أن نعلم أن الصناعة العالمية الآن باتت تعتمد اعتماد كلي على أنظمة الأتمته والروبوتات في عمليات التصنيع، والنقل، والتجميع. لذلك السعودية يجب أن تكون منصة عالمية للصناعات المبتكرة وأن تكون الوجهة المفضلة للشركات العالمية التي تبحث عن بيئة متكاملة وملائمة للنمو والاستدامة. ببساطة نحن نوفر الطاقة بشكل كبير وباسعار رخيصة جدا، وهذا ما تبحث عنه الشركات الصناعية والتي تبحث عن الاستثمار ذو العوائد المجزية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال