الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لايخفى علينا الدور الهام لريادة الأعمال وأثرها على التنمية الاقتصادية والإجتماعية بل والشخصية كذلك لرواد الأعمال. فكثير من الشباب لايرون إلا جانب واحد على الأرجح في حياة هؤلاء الشباب وهو جانب النجاح والثراء والأضواء والشهرة والراحة، بينما هناك جانب خفي في حياة رواد الأعمال “الحقيقيين” يغيب عن الكثير. وبحكم قربي من العديد من تجارب هؤلاء الرياديين، هنا “بعض” من ذلك الجانب الخفي من حياتهم.
فرواد الأعمال لا ينامون، هذه حقيقة ومجازاً في نفس الوقت. فلاينامون إما بسبب مشكلة تقلقهم متعلقة في أعمالهم فيتعذر عليهم النوم أو لاينامون بسبب كثرة أعمالهم ومهامهم التي يريدون انجازها في وقت محدد. فالموظف ينتهي دوامه فتنتهي مهامه على الأرجح، ولكن اصحابنا لاينتهي دوامهم أبداً ولا مهامهم وليس لديهم إجازة لا آخر الأسبوع ولاحتى أيام في السنة أسوة بالموظفين. بل وحتى أحلام نومهم -وعلى لسان ريادية أعرفها- تدور في فلك مشاريعهم.
كذلك، من أكثر المواضيع التي تشغل رواد الأعمال وتوترهم هي عدم توفر السيولة لتسديد ماعليهم من التزامات وكذلك المحاولة الجاهدة لإعطاء الموظفين رواتبهم وفي وقتها وهو هم لايعي ثقله إلا من جربه.
أيضاً، موضوع صناعة القرارات وتحمل تبعاتها، فربما لقرار خاطئ واحد فقط أن يغير وضع وينشئ تطورات لم يتم عمل حساب لها وقد يصل الوضع إلى فشل المشروع برمته بسبب قرار واحد فقط لم يتم اتخاذه بشكل مناسب خصوصاً للرواد أصحاب الخبرة القليلة.
حياة التقشف أيضاً هي ملازمة على الأرجح لرائد الأعمال في بداياته، فقد يحرم نفسه وربما يصل الأمر لعائلته ويتم الإستغناء عنعادات شرائية كثيرة بل يتعدى الموضوع ليشكل اختلاف مستوى حياة كاملةكانت تسير في نمط معين لسنوات عديدة في سبيل توفير ألف ريال بل وربما يصل الموضوع إلى توفير المائة والخمسون ريالأيضاً. فريال رواد الأعمال عزيز لديهم.
كذلك، رواد الأعمال وحيدون في بداياتهم. فحياتهم في بداية طريقهم حياة عزلة اجتماعية حتى عن أقرب الأقربين لديهم وربما تصل هذه العزلة لوالديه وشريك حياته وابنائه.
خلاصة القول، ريادة الأعمال على الصعيد الفردي تساعد على توفير حياة كريمة والتخلص من “عبودية الوظيفة” والتي قيل عنها أنها “أمان من الفقر مانعة من الغنى” فرأينا كثير من الرواد الناجحين حققوا ثراء ونجاح لم يتوقعوه هم أنفسهم.
بل وتساهم ريادة الأعمال بشكل أكبر كذلك في أن يصبح المجتمع من مستهلك إلى منتج مما له أثر ايجابي على تنويع مصادر الدخل القومي وخلق أسواق وبيئات تنافسية جديدة وتقليل للبطالة كذلك. فتوضيح هذا الجانب الخفي في هذا المقال عن حياة رواد الأعمال هو ليس دعوة “للتخويف” من الإقدام على ريادة الأعمال، بل على العكس من ذلك، هو دعوة ولكن دعوة “صادقة”. فمن دواعي الأمان في سلك طريق جديد، هو معرفة كل ما قد يعترض هذا الطريق من منحنيات ومسالك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال