الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أبارك لنا نحن السعوديين حكومة وشعباً نجاح الحج لهذا العام كما الأعوام السابقة. ففي هذه السنة فاق عدد الحجاج المليونين والثلاثمائة ألف حاج كان نصيب الأسد منها لحجاج الخارج الذين قدموا من مشارق الأرض ومغاربها لهذه البقعة الطاهرة وأدوا مناسك حجهم بأمن وأمان بتكاتف جهود دولة كاملة بجميع أجهزتها.
إن استنفار قطاعات ومؤسسات الدولة بجميع أنواعها لخدمة الحجيج وهو شرف لنا جميعاً وعمل ليس بمستغرب اطلاقاً علينا والتغطية الإعلامية في القنوات الرسمية لمناسك الحج هو حدث ليس بجديد، بل لعله مواكب لطفولة كثير من القراء الكرام. ولكن الجديد في حج هذا العام وبجهود من وزارة الثقافة والإعلام هو التغطية الإعلامية عن طريق الإعلام الجديد والتي بوضوح استطيع تقسيمها إلى استراتيجيتين، الأولى والموجهه للسعوديين في الداخل كجمهور مستهدف. والثانية والموجهه للخارج وجمهورها المستهدف هو العالم بأجمع.
فأما استراتيجية الداخل فلعل من أبرزها التغطية الإعلامية من قِبل مشاهير السناب المحليين، وأما استراتيجية الخارج فلعل من أبرزها اطلاق الوزارة “لمركز التواصل الدولي” واطلاق حملة “السعودية ترحب بالعالم” وبلغات مختلفة في تويتر واستضافة مؤثرين ولاعبين من دول العالم ودعوة مصوريين فوتوغرافيين محترفيين سعوديين. فالتصويرالفوتوغرافي هو في أساسه لغة عالمية راقية. والحق يقال فقد برع شبابنا برأيي من كلا الفريقين في تغطية هذا الحج كلٌ وتخصصه وكلٌ وأسلوبه.
وفي مقال للزميل الأستاذ صالح الشيحي بعنوان “سناب فلان” في صحيفة الوطن قبل أيام حيث كان مفاده أننا نحن السعوديين أدرى ببطون مكة وشعابها وكان من الأجدى أنه بدلاً من دعوة مشاهير سناب (الداخل) أن لو استثمرنا في الإعلام الجديد ومشاهيره من دول العالم بدعوتهم لأداء فريضة الحج للوصول للشعوب في (الخارج) بشكل أسرع وأبلغ وأسلس. والحقيقة أنني أتفق وأختلف مع مقال الأستاذ الشيحي في نفس الوقت.
فأما من ناحية دعوة مشاهير الخارج فهي فكرة رائعة وأتفق معها جملة وتفصيلاً ومما يظهر أن وزارة الثقافة والإعلام قد عملت بذلك في هذه السنة بل لعل التركيز على تلك الإستراتيجية في حج السنة المقبلة ودعوة مؤثرين يتم اختيارهم واختيار (جنسياتهم بعناية فائقة وبذكاء) يكون امتدادً لعمل الوزارة لهذه السنة بل إن ذلك له علاقة قوية في التسويق للمملكة خارجياً برأيي. أما مسألة أنه لاحاجة للسعوديين من تغطية الحج من قِبل شاهير الداخل المحليين فإن لي رأي مختلف ولي تفصيل في ذلك.
أولاً: من خلال رصد مبسط وبجهد شخصي في بعض من قنوات التواصل الإجتماعي (تويتر وسناب شات) وفي أرض الواقع كذلك، فإنه مماظهر لدي من أن كثير من السعوديين وعلى اختلاف أعمارهم ومستوياتهم التعليمية ومناطقهم يعلمون أن هناك جهود جبارة من قِبل الدولة لخدمة الحج والحجاج ولكن لم يكونوا على الأرجح على علم بتفاصيل تلك الجهود واحترافيتها واحسانها إلا بعد متابعة سنابات هؤلاء الشباب. فتغطية هؤلاء المشاهير ركزت على ابراز تلك التفاصيل الدقيقة الخافية عن الأغلب.
ثانياً: من طرق التسويق للدولة خارجياً برأيي هو التسويق لها داخلياً. فالمواطنون لهم دور فاعل في التسويق لبلدانهم. فعلى سبيل المثال، لم أعرف بترحيب ورعاية استراليا للاجئين إلا من الأستراليين أنفسهم. فعندما يعي المواطن السعودي مكانة بلده وجهودها في خدمة حجاج بيت الله فهذا بلاشك مدعاة للإعتزاز والفخر وهذا منمضامين الإنتماء والولاء لهذا الوطن. وإذا اعتز المواطن بوطنه وزاد انتماءه وولاءه كان وسيلة وقناة للتسويق الخارجي لبلده.
خلاصة القول: الحج فرصة ذهبية للتسويق لبلادنا على الصعيدالخارجي والداخلي أيضاً والموازنة بين هذين الجانبين بحسب الحاجة لهما وبدون طغيان أحدهما على الآخر يحتاج لإحترافية أقلمايقال عنها أنها صعبة. ولا أزيد على حديث الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة في حديثه الموجه لكافة المواطنين بمناسبة نجاح المملكة في تنظيم موسمالحج لهذا العام حينما قال “أنني أنا وكل سعودي فخور اليوم بهذه الصورة التي ظهر بها الإنسان السعودي في حج هذا العام والتي تشرف كل انسان. في هذا العام رأينا شخصية الإنسان السعودي كماهي ورأها معنا كل حاج وكل معتمر وكل زائر. فهنيئاً للمملكة بمواطني المملكة وهنيئاً للمواطنين بمملكتهم ووطنهم وأقول للجميعارفع راسك أنت سعودي”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال