الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يُعرف الإستثمار ببساطة بأنه توظيف المال في زمن ومكان معين بهدف تحقيق عائد مستقبلي. ولعل من الاستثمارات المهمة للدولة هو الاستثمار في الموارد البشرية وأهم الاستثمارات للأسرة برأيي هو الاستثمار في الأبناء. وهذا الاستثمار أستطيع أن أُقسمه إلى قسمين وهو استثمار مادي وآخر معنوي.
فأما المادي فهو مايبذله الوالدين مادياً في تعليم أبنائهم ولم أقل تدريسهم. فاختيار المدرسة الجيدة على سبيل المثال والتي ليست بالضرورة ذات الأقساط المرتفعة والحرص على اختيار المعلمين الأكفاء وتوفير المواد اللازمة والتي ليست في المدرسة لتعليم هؤلاء الأبناء وبذل الجهد الأقصى لتزويدهم بما هو لازم وماهو مستجد بدون افراط في تدليلهم ولا شدة وذلك لتجهيزهم واعداهم الإعداد المناسب للمستقبل وجعله بإذن الله مشرق. فعندما يتخرج هذا الابن (المسُتثمر فيه) فإن أول شئ يتضح فيه عائد هذا الاستثمار بأن يتم تلقفه من سوق العمل فيصبح عضو فاعل يتولى شؤونه ومصاريفه ولايصبح عالة على والديه بعد تخرجه.
وأما المعنوى وهو لايقل أهمية اطلاقا عن ماقبله فهو مايبذله الوالدين في تعلم هؤلاء الأبناء القيم والأخلاق والمهارات والقدوة الحسنة إما بشكل مقصود أو غير مقصود. فالأباء هم مصدر التعلم الأول للأطفال فالجلوس معهم بشكل كافي وعدم الإنشغال الكامل عنهم والحوار واشعارهم بمدى الحب والإهتمام والثقة والأهمية هو مايساعد في تشكيل شخصياتهم وانتاج افراد أسوياء للمجتمع فيتم رد هذا الوقت والجهد المبذول عند كِبر هؤلاء الأباء فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
وفي البرنامج الشهير “من الصفر” كان أغلب إن لم يكن كل أولئك الناجحين اللذين شرفوا البلد وأُسرنا بقصصهم في البرنامج كان خلفهم آباء أحسنوا وتعبوا في تربيتهم وتعليمهم فقطفوا بفخر ثمار ذلك الجهد في تربية أبنائهم.
خلاصة القول،، ماتعطيه لأبنائك في صغرهم وفي شبابك يعود عليك وعليهم في شبابهم. فأيها الأباء أحسنوا الإستثمار في ابنائكم فليس هناك أجمل من نجاح الأبناء وتوفيقهم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال