الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كنت أشرب شاي من علامة تجارية عالمية مشهورة جدا، ومنذ فترة طويلة لم أعد أشرب ذلك النوع من الشاي لأنه فقد مذاقة الجيد ، لكن ذلك الكوب كان لذيذا بصورة ملفتة للنظر . نظرت لرفيقي في الرحلة (خارج المملكة) وسألته عن رأيه في الشاي فقال (إنه لذيذ) ، فقلت (أليس غريبا؟ لماذا الذي في السعودية ليس كذلك؟) . قال (أنظر للصناعة؟) ، فإذا هي مصنّعة في مقر الشركة الأساسي (بريطانيا)، بينما الذي نستهلكه هنا في السعودية من صناعة دولة خليجية !!!
أذكر أنه عندما تقرر تطوير طريق الطائف أبها وتحويله لمزدوج واجهت الشركات المنفذة صعوبة في نزع الأسفلت القديم الذي نُفذ قبل أكثر من أربعين سنة لقوته ومتانته ، في حين أن الأسلفت الذي وضعته في الطريق الجديد تم تغيير أجزاء كبيرة منه أكثر من مرة خلال سنوات قليلة جدا .
رجل أعمال صديق أخبرني أنه كان في الصين لإستيراد بضائع معينة ، وفي لقاءه بإدارة المصنع الذي يستورد منه كانوا يطلعونه على مستويات الجودة لتلك السلعة . يقول عندما طلبت منهم الجودة الأعلى نصحني المهندس المسؤول بأخذ جودة منخفضة ، مبررا ذلك أنني لن أستطيع المنافسة في السوق السعودي الذي يعج بالسلع الرديئة .
وأكد هذه المعلمومة وزير التجارة الصيني في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض وهو يدافع عن جودة المنتجات الصينية ، وأن السبب رجال الأعمال السعوديون الذين يطلبون منتجات رديئة .
ما الذي أوصلنا إلى هذا المستوى المتدني من جودة المنتجات والخدمات في كثير من المجالات إن لم تكن كلها وعلى المستويين الحكومي والخاص؟
نحن ندفع عشرة أضعاف سعر السلعة أو الخدمة التي نحصل عليها في الخارج ، في حين أننا لا نحصل على ربع الجودة الموجودة هناك. إذا فالسعر ليس السبب في تردي الجودة لدينا ، بل عوامل أخرى يأتي الفساد في مقدمتها قطعا ، ثم جشع رجال الأعمال ، وتدني الحد الأدنى من مواصفات بعض السلع والخدمات حسب النظام . كما أن قبول المجتمع بخدمات وسلع ذات جودة منخفضة من الأسباب الرئيسية لإستمرار تراجع جودة السلع والخدمات المقدمة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال