الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في الثالث والعشرين من سبتمبر، وهو أول أيام برج الميزان الذي يرمز إلى العدالة؛ يحتفل الشعب السعودي باختلاف فئاته ومكوناته في جميع مدن المملكة باليوم الوطني. يختلف هذا الاحتفال من فئة عمرية لأخرى، ومن طبقة اجتماعية للأخرى وغير ذلك من المعايير التي تتباين على أساسها طرق الاحتفال. بيد أن الاحتفال الذي غالبًا ما يكون في الطُرُقْ والشوارع هو الطريقة الأكثر شيوعًا وإثارةً للجدل. والذي بتنا نراه من خلال سلوكيات البعض ممّن غالبيتهم من فئة الشباب . تتسم هذه السلوكيات بالتهور الذي يصاحبه في كثيرٍ من الأحيان شغب وحوادث سير، وفي بعض المرات حالات وفاة نتيجة للسلوك غير المسؤول الذي يحدث في هذا اليوم بالذات.
وبالرغم من وجود حالة استنفار أمني وانتشار الدوريات وسيارات المرور في كل مكان، إلا أن هذه المظاهر ما زالت موجودة وتزداد غرابتها وخطورتها كل عام عن العام الذي قبله. حيث لا يمر عام إلا ونشهد مشاهد خطرة كالوقوف في الشارع والرقص وسط زحمة السير وتعطيل سيارات أخرى من الوارد أن يكون من بين ركابها من لديه موعد مهم أو من لديه رحلة طيران من المفترض أنه يرغب اللحاق بها. إلا أن هؤلاء “الوطنيون” رأوا أن احتفالهم الذي يتمثل بخرق القوانين من خلال تعطيلهم حركة السير والاضرار بمصالح الناس أولى وأهم من أي شئٍ آخر، فضلًا عن هدر للأموال ولمصادر دخلهم التي ربما يكونون قد قضوا وقتًا طويلًا في جمعها، وربما اقترضوها لصرفها على طلاء المركبة، المركبة التي غالبًا ستُسَجّل عليهم مخالفة بسببها لتكتمل مراسم الاحتفال والسَفَه بتغريمهم.
لا أعرف إن كان هؤلاء لديهم فكرة أن ما يفعلونه يعتبر مخالفًا لأنظمة هذا البلد الذي يحتفلون بتوحيده، أو أنهم لا يأبهوا بحقيقة أن حب الوطن يكون بالحفاظ عليه والالتزام بأنظمته وليس بالاحتفال بطريقتهم الخاصة التي تتميز بالعشوائية ودون أي تنظيم من أي جهة، والتي نراها في خرق الأنظمة وإلحاق الضرر بالآخرين وحالة الفزع وتجاهل التعليمات والتحذيرات وتبذير الأموال، وغيرها من المظاهر.
ولكن من المفترض أن الاحتفال باليوم الوطني هذا العام سيكون مختلفًا إلى حدٍ كبير؛ خصوصًا بعد استحداث الهيئة العامة للترفيه التي ستطلق العديد من الفعاليات، ومن المتوقع أنها ستحقق نجاحًا هذا العام من خلال تفاعل مختلف مكونات المجتمع واحتفالهم باليوم الوطني والاشتراك والاستمتاع بالفعاليات. ومن المأمول أنها ستجلب وتُحَفّز الفئات التي كانت تحتفل بالطريقة التي من الممكن أن نطلق عليها وصف الخاطئة والخارجة عن النظام إلى الاحتفال بطريقة منظمة. وبالتأكيد فإن هذا سيؤدي إلى تغيير نظرة الناس عن إحياء اليوم الوطني وتحسين صورة الجهات المنظمة والمسؤولة عن هذا الأمر.
سيكون اليوم الوطني هذا العام اختبارًا لنا جميعًا مواطنين وجهاتٍ تنظيمية لمعرفة فيما إذا كنا ندرك ماهية الوطن ومفهوم الوطنية أم لا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال