ملتقى بيبان .. مرحلة جديدة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة

ان أهمية ريادة الاعمال و الابتكار و المنشآت الصغيرة و المتوسطة لاقتصاد اي بلد في العصر الحديث لا تخف على أحد ، و الحديث المركز عنها و المنصب حولها و كذلك كثرة المؤتمرات و المنتديات المقامها لها حول العالم في العشر سنين الماضية ليس نوعا من البذخ و الترف الاقتصادي بل يأتي ليوكد و يثبت الدور المحوري و المفصلي  لهذه المنشآت في حياة اقتصاديات البلدان و كذلك اهيمتها البالغة لتحقيق التنمية المستدامة . 
 
لناخذ اقتصاد بحجم الاقتصاد الياباني كمثال حي و ملموس للجميع ، فان المنشآت الصغيرة تلعب دور استراتيجي في استدامته و تطوره فهي تشكل ما نسبته 99 % من أجمالي المنشآت العاملة فيه ، و كذلك فان 85% من الايادي العاملة اليابانية تعمل في هذا القطاع . 
 
من المنطلق هذا و تماشيا مع المرحلة الانتقالية التي يعيشها وطننا بالتزامن مع برنامج التحول الوطني و رؤية 2030 جاءت الموافقة السامية الكريمة  بصدور قرار أنشاء ” هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة ” لتكون المرجعية الأولى لقطاع ريادي الأعمال في المملكة . أن الهدف الرئيسي للهيئة حسب التعريف الصادر عنها يكمن في تنظيم قطاع المنشآت الصغيرة و المتوسطة و دعمه و تنميته و رعايته ، وفقا لافضل الممارسات الدولية ، لرفع انتاجيتها و زيادة مساهمتها في الناتج المحلي الاجمالي، و زيادة الطاقة الاستيعابية للاقتصاد السعودي، بما يودي الى توليد الوظائف و ايجاد فرص عمل للقوى العاملة الوطنية .
 
بالرغم من العمر القصير للهيئة فانها انطلقت بصورة احترافية تلبي طموحات ريادي الأعمال في المملكة و أجلاء دليل على ذلك تنظميها لملتقى بيبان و الذي يعد الاول  بهذا الحجم – كما و كيفا – والمستوى في المملكة  لهذا القطاع . مع 25 جلسة رئيسية و تفاعلية ، و 120 مدرب و مرشد ، و 270 شركة مشاركة و داعمة ، و 69 متحدث ، و 288 ورشة عمل ، و افتتاح بحضور 5 وزراء و محافظ الهيئة  .
 
اربعة هي ايام كانت هي عمر هذا الملتقى الذي اسدل ستاره يوم الاربعاء شهدت ايامه حضور جموع غفيرة من ريادي الاعمال و المهتمين بالمنشآت الصغيرة و المتوسطة  في المملكة . ان تاريخ 17/09/2017 م يعد يوم تاريخي في حياة هذا القطاع في المملكة العربية السعودية أن لم يكن هو الانطلاقه الفعلية – دون مبالغة – لريادي الاعمال الذين طال انتظارهم لمثل هذه الملتقيات و لهيئة تكون هي الحاضنة و الرعاية لهم بشكل فعال في المملكة .
 
نجاح ملتقى بيبان الباهر و التنظيم الرائع له و الفعليات الكثيرة التي صاحبته و الجهد الجبار الذي بذلته هيئة المنشآت – و الذي يذكر فا يشكر  –  ’ في راي كانت بدايته من اختيار الاسم المناسب له ” بيبان ” ، نعم هي بيبان كثيرة تحاول الهيئة فتحها ، و مراحل كثيره تعمل الهيئة على مساعدة ريادة الاعمال على اجتيازها و تذليل عقباتها لتحقيق النجاح المنشود  لمنشآتهم . بيبان دشنت حقبة جديدة و فتحت افاق لا حدود لها.