قطاع الاتصالات بعد رفع حجب البرامج المجانية

شركات الاتصالات العالمية عانت في عام 2012 من خسائر كبيرة بعد انتشار برامج الاتصال المجاني والتي كانت في اوجها جودتها وتنوعها حيث بدأ السوق في التأثر بالصين والمانيا والولايات المتحدة الى ان وصل مجموع خسائر القطاع لـ 386 مليار دولار بين عامي 2012 – 2017 بسبب لجوء العملاء لإستخدام برامج OOT Over-the-top الصوتيه . 

الخسائر كانت بشكل عام من العوائد على المكالمات الدولية التي يعرف الجميع مدى استغلال شركات الاتصالات لها، فيما توفر البرامج المجانية، البديل الممتاز خاصة للتواصل مع اهاليهم وابنائهم في الخارج. 

في السعودية تجنبت شركات الاتصالات هذه الخسائر بشكل كبير من عام 2012 وحتى الخميس 21 سبتمبر حيث صدر قرار بمنع حجب هذه البرامج مما اعطى هذه الشركات وقتا اكثر من كاف للقيام بخطط واستراتيجيات يستطيعون بها تجنب هذه الخسائر في المستقبل. 

كما يعلم الجميع ان كل هذه البرامج تعمل على الاتصال بالشبكة العنكبوتيه بدلا من استخدام شبكة الاتصال المعتادة لاجراء المكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو ، فالحل بالنسبة لهذه الشركات لتجنب الخسائر يبدو واضحا. 

عالميا قامت شركات الاتصال بالتوجه للتنافس من خلال توفير افضل باقات الانترنت المفتوحة لعملائها وبدء التنافس يذهب لابعد من الاسعار في سرعة الاتصال والعروض المغرية وباستطاعتنا ان نقول ان هذا القرار تاريخي بالنسبة للسوق المحلي للاتصالات فإما ان يتكيف القطاع مع التغيير ويتجه للتميز في خدمة العملاء والتنافس بالاسعار المقدمة لخدمات الانترنت والاتصال المفتوح واما ان تكون سلبية بشكل قوي على هذه الشركات حيث ان الغالبية ممن تكون فواتير الاتصال لديهم عالية سيتجهون وبشكل طبيعي للبديل وهي برامج الاتصال المجانية بشكليها الصوتي والمرئي. 

رأيي الشخصي كمحلل مالي واقتصادي بان قطاع الاتصالات خلال الاعوام القادمة متوجه لتغيير جذري وتحول كامل من عالم الاتصال بالشبكة الاعتيادية للجوال الى الاتصال من خلال خدمة الانترنت بنسبة قد تصل لأكثر من 90% المرحلة القادمة مفصلية لهذه الشركات لان قواعد اللعبة سوف تتغير بالكامل فإما التكيف والتطور بالنظام الجديد واما الالتزام بالسياسات القديمة والخسارة الشديدة اسوة بالشركات العالمية في بداية صدور هذه البرامج. 

من منظور اقتصادي الاعوام الثلاثة القادمة سوف تكون مفصلية بالنسبة لقطاع الاتصالات ومثيرة ومفرحة للعملاء بشكل كبير ويتوقع ان تبدأ الشركات على التنافس بالخدمة والاسعار خاصة ان احتكار المكالمات سيكسر بشكل قوي من قبل برامج الاتصال المجاني.