الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعيش المملكة في عهد سلمان الخير قفزات تنموية كبيرة انتقل بها المجتمع إلى حال أفضل على جميع الأصعدة، خاصة في المجالات الحضارية التي تعبر عن وعي اجتماعي متطور وصله السعوديون بفضل حكمة القيادة الرشيدة. ويتضح هذا النمو في موقف المجتمع من قضية السينما حيث كان مجرد طرح القضية قبل عشرين سنة مؤذناً بحرب كلامية بين مختلف التيارات الاجتماعية، أما الآن فقد خَفَت الضجيج وأصبح الهدوء سمة أي طرح يتناول “صالة السينما” إلى أن عادت القضية إلى حجمها الطبيعي بوصفها قضية حياتية عادية لا تستحق كل الضجيج الذي يثار حولها.
الذي تغير في موقف السعوديين وجعلهم أكثر قبولاً أو على الأقل أكثر هدوءاً مع هذه القضية أن السينما ذاتها أصبحت واقعاً في حياة الناس، يتنفسونها صباح مساء، عبر أجهزتهم الذكية باختلاف أنواعها، أو عبر زياراتهم المتكررة لصالات السينما في دول الخليج، فرأى الناس بأعينهم تهافت حجج المعارضين لصالة السينما وأدركوا أن “الصالة” ليست إلا مكاناً عادياً مثله مثل غرفهم التي تحوي شاشاتهم التي يشاهدون فيها الأفلام. هذا بالإضافة إلى أن الجيل الشاب الذي ولد في عصر الإنترنت، والذي يتصدر المشهد الآن، لم يعد يفهم مبرر غياب السينما عن حياته العامة باعتباره جيلا بصريا بامتياز، تغذى منذ نشأته على الصورة التي يراها في الأفلام والألعاب الإلكترونية، والفيديوهات التي يختزنها جواله الذكي.
إن أي زيارة لأي “مول” خليجي تؤكد تغير موقف المجتمع من قضية السينما، حيث يمثل السعوديون حالياً ما نسبته 90 % من عدد زوار الصالات السينمائية، وهذه نسبة عالية لم تكن متخيّلة قبل عشر سنوات مثلاً، حتى أصبح سفر العائلات السعودية لدول الخليج مرتبطاً بالدرجة الأولى بزيارة السينما لمشاهدة أحدث الأفلام، وأصبح هذا المبرر مقبولاً ومفهوماً لدى الأغلبية.
هذه مؤشرات تقول إن المجتمع بات مهيأ لقبول فكرة صالة السينما، وأنه سيتفاعل معها بإيجابية وترحيب وفرح مثلما تعامل مع بقية المتغيرات الحضارية في الفترة الأخيرة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال