الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
رحمك الله يا شوقي فليتك أفصحت حين قلت ” قم للمعلم وفه التبجيلا” أكنت تقصد معلم الشاورما أم المعلم المربي للأجيال؟ لقد أضحى قلة من أبناء زمننا يصرح في قنوات التواصل الإجتماعي أن معلم الشاورما أكثر تأثيراً في تربيته وسلوكه من أي شخص آخر. ومما زاد من وقع التصريح توقيته في اليوم العالمي للمعلم. لا أريد أن أتوسع حول هذا البعد للموضوع ولكني سأذكر نقطة واحدة هنا هي أن المعلم ليس مدرس المدرسة فقط فالأنبياء والرسل معلمين والأباء والأمهات معلمين والقدوات وأئمة المساجد والمشاهير والإعلامين واللاعبين ومدراء الشركات والمدرسين وأساتذة الجامعة وغيرهم قد يكونوا معلمين إذا هم أخلصوا عملهم لله.
ما أريد الحديث عنه في هذا المقال هو أين المسؤول عن إدارة العلامة التجارية للتعليم وللمعلم؟ إن عدم وجود أقسام متخصصة في التسويق في كثير من الجهات الحكومية أدى إلى ضعف علاماته التجارية لها ولمنتجاتها. إن من أهم وظائف علم التسويق هو تطوير المنتجات وإدارة تجربة العميل (نقاط إلتقاء المستفيدين مع المنشأة) وإدارة العلامة التجارية وسمعة المؤسسة. لا يكفي أن يقوم المتحدث الرسمي لجهة ما بشجب واستنكار ما يقال عن منشأة في الصحافة والإعلام ولا يكفي أن يقوم برفع قضايا على الجهات والأشخاص المسيئين لدى جهات الاختصاص وفقاً للأنظمة المعمول بها.
التسويق ليس القدرة على تصريف البضاعة ومحاولة إقناع العملاء بالواقع والمنتجات المتاحة والدفاع عنها بل هو علم يعنى في المقام الأول بخلق منافع للمستفيدين تحقق لهم الرضا التام وبالتالي يقوموا بالتسويق الشفهي والدعم والدفاع عن المنشأة ومخرجاتها. إن من أهم خصائص المنتجات الخدمية (كالتعليم) أنه لا يمكن فصل الخدمة عن مقدم الخدمة (Inseparability) لذلك نحن نتحدث عن سبعة مكونات للمزيج التسويقي (المنتج، التسعير، التوزيع، الترويج، الأشخاص، العمليات، والدليل المادي) حين الحديث عن تسويق الخدمات مقابل أربعة مكونات للمزيج عند الحديث عن تسويق السلع (المنتج، التسعير، التوزيع، الترويج). ما نقصده ب”الأشخاص” أن مقدم الخدمة هو مقدم الخدمة محور أساسي في الخدمة نفسها ولا يمكن تقديم الخدمة دون الاهتمام بهم وتطويرهم حتى يقدموا المنتج على أحسن وجه. لذلك فإن أول خطوة نحن تحسين الصورة الذهنية عن التعليم هي إصلاح المعلم.
إن للمعلم دورأً مهمأ في منظومة القيم في أي مجتمع. فالمعلم ليس من ينقل لنا المعلومة فحسب (وإلا كان يمكننا الاستغناء عنه بالكتب أو مقاطع اليوتيوب أو بعض المدونات) بل إن دوره يكمن في مثلث التعليم: زرع القيم و شحذ المهارات وتقديم المعلومات .إن تعطيل المعلم هو هدم للقدوات التي يجب أن يحتدي بها الشباب وبالتالي ظهور مؤثرين آخرين على الأجيال قد لا يكونوا أهلاً للتأثير. لذلك قد يستغرب البعض من حصول بعض المغردين أصحاب المحتوى غيراللائق على آلاف المتابعين. ولا يمكن أن أختم مقالي هذا دون الإشارة إلى بعض الأمثلة الجملية للود والعرفان المتبادل بين مجموعة من الطلاب ومعلميهم التي زانت بها مواقع التواصل الاجتماعي وهذا هو السلوك غير المستغرب من شبابنا المسلم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال