الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في رحلات جدة إلى الرياض، هناك مشهد مألوف ربما لاتخلو رحلة منه، حيث يكون هناك مسافر على الأقل يحمل معه كيس مملوء من مطاعم البيك قد يجلبها توصية من ذويه في الرياض أو ربما كهدية “قيّمة” يُشكر عليها. وقبل أيام، افتتح فرع للبيك في محافظة الخرج وشارك في تنظيم الافتتاح خمس جهات نقلاً عن حسابهم الرسمي في تويتر وهي أمارة منطقة الرياض، محافظة الخرج، اللجنة الأمنية، معهد أبحاث الحج لإدارة الحشود والكشافة. ولعل الكثير شاهد مقاطع الطوابير الطويلة ووقوف الزبائن نهاراً لوقت ليس بالقصير وذلك ليحظوا بوجبة من وجبات البيك. فما هو سر هذا المطعم؟
هناك أحاديث تنقلها العامة من أن أصحابه خيرّين دائمي الصدقة وهذا هو سر نجاح عملهم. وعلى الرغم من أهمية وفضل الصدقات والمساهمات الخيرية في طرح البركة في ديننا الإسلامي إلا أن الموضوع في اعتقادي يتجاوز ذلك. فالبيك لديهم استراتيجيات قوية يستندون عليها. ولعلني فيما يلي استعرض ملخصاً من تحليل الدكتور عثمان الصالح عضو هيئة التدريس في جامعة المجمعة عن سر تميز البيك عن غيرهم، أتفق معه فيه:
– يتميز البيك بخلطة سرية خاصة تمثل قيمة تنافسية هي التي تجعل منتجات البيك تختلف عن منافسيها مهما حاولوا تقليدها. فأستطيع تسميتها هنا “التفرد”
– البيك وعلى الرغم من كثرة فروعه في المنطقة الغربية وتوجههم الحالي للتوسع في أنحاء المملكة، إلا أن استراتيجية الجودة هي المتبعة لديهم. فلديهم أنظمة ومعايير صارمة في طرق الإنتاج مهما تعددت فروعهم ومهما منحوا امتيازات تجارية وذلك لضمان “الجودة” والنظافة.
– هناك ميزة تنافسية أخرى وهي “السعر” والذي يحرصون عليه كثيراً. ولديهم حساباتهم واحترازاتهم لإبقاء أسعارهم ثابته تقريباً وفي متناول الأغلب. فالذي يشاهد الطوابير الممتدة في الفروع والإزدحام الكبير فإنه يرى العامل البسيط بملابسه الرثة، ويشاهد المهندم بسيارته الفاخره. فهو “منتج للغني والفقير ” كما يقال.
– استراتيجية “الإنسان” وهي تتمحور في الموظف والعميل. فكلما زادت راحة الموظف في عمله وشعر بالإنتماء والإخلاص والرضا عكس ذلك على أداءه. أما بالنسبة للعميل، فيتم تدريب الموظفين على كيفية خدمة العملاء والتعامل معهم بإحترافية. فهم يعلمون بلاشك من أن حتى إضافة “صلصة الثوم” “بجزالة” حين يطلبها العميل لها تأثير ساحر على رضاه.
– حرصهم على التعزيز والمحافظة على العلامة التجارية في أذهان عملائهم، فطريقة تعاملهم الشفاف مع الشكاوي والملاحظات تعكس ذلك.
أضيف على ماسبق “التسويق الشفهي” فهو سر من أسرار نجاح البيك في رأيي. بل انني سمعت العديد يتعاملون معه وكأنه تجربة لابد من خوضها حين الذهاب للمنطقة الغربية ولعل انتشار موضوع مساهاماتهم الخيرية بين الناس كتفسير على نجاحهم ساهم في تعزيز العلامة التجارية لهم.
خلاصة القول، مطاعم البيك هي قصة نجاح محلية يحق لنا أن نفخر بها عالمياً. فكما انبهرنا بالتجارب العالمية في شغف الزبائن وانتظارهم لساعات طويلة لإفتتاح نشاط معين. فنحن السعوديون لدينا تجربة كاملة محلية نفخر بها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال