الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
احتفل الوطن وبكل فخر يوم أمس الاول بإعلان سمو ولي العهد -حفظه الله- اطلاق مشروع نيوم كمبادرة ومشروع وطني فريد ومختلف عن سائر المشاريع والأفكار من جميع النواحي.
يتميز المشروع عن كل ما عرفه العالم عن الأفكار والمشاريع والابتكارات والاستثمارات والتنمية. فقد نجح صندوق الاستثمارات العامة بتكوين أكبر تحالف استثماري عالمي يعكس التكامل البيّن لأطراف هذا التحالف والذي جمع أكبر صندوق سيادي قادم مع أضخم صندوق استثمار ريادي في مجالات التقنية والابتكار اضافة إلى أكبر مدراء الصناديق في العالم. وهو تحالف تاريخي وعالمي غير مسبوق يجعل مشروع نيوم جاذبا ومستقطبا لشتى أنواع المستثمرين عالميا واقليميا ومحليا.
وعلى الرغم من ضخامة الفكرة والمشروع الاستراتيجي وما يستهدف من فكر وابتكار وتنمية اجتماعية واقتصادية وجغرافية و”روبوتية” ايضا وغير ذلك، فلا يسع الحديث عن كل ذلك وسأحاول التخليص هنا حول ما يفاجئ الكثيرين في قطاع المال والاستثمار من حيث التميز الفريد في الفكر والنهج والتوجه كما ينطبق حال هذا التميز المنفرد على القطاعات والمجالات الأخرى في “نيوم”.
غالبا ما ينظر المستثمرون والكبار منهم خصوصا من مؤسسات وصناديق سيادية واستثمارية وشركات وافراد على ان الاستثمار في أفكار ومشاريع تبنى وتؤسس من الصفر او ما يعرف بـ(Greenfield) على أنها استثمارات عالية المخاطر. وإن كانت الفرص الاستثمارية تقوم على فكرة أو تقنية أو ابتكار جديد فينظر لها على انها ذات مخاطر عالية جدا مما يجعل الغالبية العظمى من رؤوس الأموال كمستثمرين أو ممولين من تجنب التمويل أو الاستثمار في هذا النوع من الفرص.
ويحدث هذا خصوصا في الأسواق والبيئات الغير حاضنة والمحفزة لريادة الأعمال ورأس المال الجريء على عكس ما شهد العالم في قليل من الأسواق وعلى رأسها الأمريكية بقصص نجاح مبهرة لتقنيات وابتكارات أحدثت تغيير في العالم وفي أنماط وسلوك وتفضيلات المستهلكين وفكر جديد للتواصل والخدمات والمنتجات. قامت هذه الشركات الجديدة بأفكارلأشخاص رياديين طموحين بشغف احتضنتهم بيئات توافر فيها رأس المال الجريء المتحفز للمغامرة إيمانا بالفكر الريادي والابتكار وعوائده المستقبلية العالية في حال النجاح. والعديد من هذه الشركات اليوم لا تزال في نمو قوي ومستمر مما جعل شهية المستثمرين في تزايد لضخ أموالهم فيها، وإن لم تحقق أرباحا بعد، ايمانا منهم بالمستقبل الباهر واضعين أهدافا استثمارية طويلة الاجل.
وبشكل عام، فان جميع الابتكارات التي نجحت وغيرت العالم ظهرت بعد أن غامر مستثمرون يتسمون بالجرأة وبعد النظر كالطاقة من الفحم الى النفط والغاز ومجالات الاتصالات من سلكية الى لا سلكية والحوسبة من واقعية ومادية وصولا الى افتراضية وسحابية وذكاء اصطناعي وشتى المجالات العلمية والطبية والهندسية والثورات التقنية في مجالات النقل والصناعة.
في مشروع نيوم، تم كسر القواعد وخلق منحى ونهج مبتكر وجديد في الاستثمار. فأكبر مستثمري العالم أعلنوا كشركاء عن استثمارهم سويا بمبالغ ضخمة جدا في المشروع الـ(Greenfield) والذي يمثل فكرة مشروع يتكون من مئات او الالاف من المشاريع والأفكار والتقنيات والابتكارات بجميع الاحجام الضخمة والكبيرة والمتوسطة والصغيرة. ففكرة المشروع تقوم على البدء من حيث انتهى العالم في التقنية والابتكار في مجالات الحياة المختلفة لتكون في مكان واحد بشكل متكامل ومترابط بانسجام.
قد يصعب تخيّل (نيوم) إلا انه يتضح وجود الروبوتات المختلفة والتقنيات والحوسبة وستقوم بأغلب ما نعرفه اليوم عن الوظائف والإنتاج والخدمات والنقل والرعاية الصحية. ويتضح أيضا أن المشروع لن يخلق وظائف فحسب بل ستكون هناك وظائف ومهن حديثة بمهارات ومعرفة ومسميات جديدة لم نعهدها في عالمنا القديم اليوم إذا ما قارناه بعالم (نيوم).
وباختصار، إنه كما ذكر الأمير محمد بن سلمان ووصفه بأنه مشروع للحالمين أصحاب الرؤى والطموح. وأظن ان نيوم، بجل مخاطره وصعوبة تنبؤاته، سيكون عنوانا للحالمين وأصحاب الرؤى في العالم. كما لم يُغفل في نيوم أنه فريد في خصائصه فسيشتمل على بيئته التشريعية التي تناسبه وقاطنيه لتحقيق أهداف المشروع واستدامته.
لقد تعلمنا كثيرا خلال هذين اليومين المعنى المختلف لـ”مستقبل الاستثمار” والمدى الذي لا يقاس لطموح قيادتنا الحكيمة وعملها الجاد بكل إقدام وعزيمة لتنفيذ ما يعظم الاستفادة من مميزات المملكة المختلفة وتقديم مشاريع فريدة تلامس محاور الرؤية وأهدافها بشكل مباشر وبكل وضوح.
هنيئا لنا ولأجيالنا القادمة وحفظ الله وطننا الغالي بقيادة مليكنا المفدى وولي عهده فارس وقائد تحول الوطن نحو قمم وامجاد جديدة وغير مسبوقة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال