الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعرف فان فيلوك أخلاقيات الأعمال بأنها: “الدراسة والتحليل المنهجي للعمليات التي يتم من خلالها تطوير القرار الإداري بحيث يصبح هذا القرار خيارا أخلاقيا آخذا في الاعتبار ما هو صحيح وجيد للفرد وللمجموعات وللمنظمة”.
ولتأثير أخلاقيات العمل المباشر على الصورة الذهنية للمنظمة وبالتالي على أداء المنظمة وربحيتها فقد اهتمت المنظمات بهذا الجانب وأولته ما يستحق من تنظيم و تقنين وحوكمة والتزام، لأن تجنب الوقوع في مسببات الفساد وانتهاج الشفافية في الأعمال والتعاملات يضع المنظمة في مصاف الجهات التي يفضل التعامل معها الأفراد والشركات والحكومات.
وتقوم أخلاقيات الأعمال على ركنين رئيسين، الأول: القيم والمعتقدات الشخصية ( المعتقد الديني، المستوى التعليمي، الخبرات العملية المتراكمة)، والركن الثاني: القيم الاجتماعية (ثقافة المجتمع، قيم الجماعة والعائلة ) .
وبنظرة أكثر شمولية على العوامل المؤثرة في هذين الركنين الأساسيين يتم من خلالها دراسة جذور الفساد التي قد تنشأ في حال حدوث خلل في أي مكون لهذين الركنين، القيم الشخصية والقيم الاجتماعية.
فيما يخص القيم و المعتقدات الشخصية فنحمد الله أن من علينا بأن اختار هذا البلد ليكون مهبطا لآخر رسالاته ومن هذه الأرض المباركة انتشر نقاء الدين الحنيف على مبادئ واضحة وشفافية تأسست على علاقة توحيد ربانية لتعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فإنه يراك.. وعلاقة معاملات تعكس جوهر الدين تأسيا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: الدين المعاملة.
فيجب على المختصين عدم القلق من هذا المكون المهم وهو أن الفطرة السليمة لكل مسلم تجعل الفساد منبوذا ومذموما في كل الأحوال ويبقى الفاسد والمفسد والراشي والمتشي هم قلة شاذة منبوذة في المجتمع.
من المهم في الفترة الحالية التركيز على استمرارية التطوير والتعليم والتثقيف بمكونات الفساد وأسبابه وآثاره المدمرة على كفاءة الفرد والمنشأة والاقتصاد بشكل عام وكيفية تجنب الوقوع فيه وتسهيل آليات الإبلغ عنه.
المحور الثاني الذي يجب التركيز عليه هو محور القيم الاجتماعية والحرص على التزام المجتمع بثوابته الدينية وموروثه الأخلاقي الذي هو مدعاة للفخر والاعتزاز فالشجاعة والكرم والصدق والنخوة والكرامة وبذل النصح والإيثار كلها قيم إيجابية لا يمكن ان تجد فيها اخلاقيات الفساد بيئة مناسبة للانتشار والتفشي.
أخلاقيات الأعمال يمكن تطبيقها بفعالية شريطة أن تبنى على سياسات واضحة وصريحة يلتزم بها الكبير قبل الصغير تشمل وليست محصورة على سياسات تضارب المصالح ، سياسات الإفصاح، السياسات المتعلقة بتوظيف الأقارب وكذلك السياسات المنظمة للبرامج التوعوية الداخلية والتي يتم تنفيذها بشكل دوري وتنفذها المنظمات الناجحة لأنها تعلم جيدا أن النجاح و تحقيق الأرباح في عالم الأعمال لا يمكن أن يتحقق في بيئة عمل ينخر في أركانها الفساد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال