الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ربيع بن خميس الجمعة اتخيله شاباً نشيطاً ابتدأ حياته المهنية كموظف صغير في أحد محلات العطور ومستلزمات التجميل ثم قرر بعد ذلك إنشاء مشروعه الصغير بالتعاون مع زوجته الأستاذة حصة باستيراد مستلزمات التجميل من الصين وبيعها عبر حساب الأستاذة حصة في الانستقرام والموثق في موقع “معروف” الخاص بوزارة التجارة والاستثمار. وقد اختلفا في بداية الأمر حول تسمية المشروع ولكنهما اتفقا في النهاية على تسميته بـ “الجمعة”. لم تسعهما الأرض بما رحت حين استلاما إشعاراً من الجمارك السعودية يفيد بوصول البضاعة فسارعاً في تخليصها وتصويرها ورفع الصور على حساب متجر الجمعة في الاتستقرام. في المساء، بدأت أحلام اليقظة تتلاعب بهما في تلك الليلة فتارة يسأل ربيع حصة: ماذا سنفعل بالثروة الطائلة التي سوف نجنيها من هذا المشروع؟ وترد عليه حصة: ماذا لو لم نستطع توفير البضاعة الكافية لجميع الطلبات التي سوف تردنا في الصباح؟ وبين سؤال وسؤال، استيقظا وقد شع نور الصباح فانطلقا نحو جهاز الكمبيوتر ليجدا المفاجأة!! لم يرد لهما أي طلب أو استفسار عن المنتجات المعروضة، بل ولم يتابع حسابهما أحد. واستمرا على هذه الحال لمدة شهر، وبدأ القلق يدب فيهما خوفاً من فشل المشروع. وبعدها فكر ربيع في طريقة سهلة ورخيصة يقوم من خلالها بإشهار الحساب ونشره بين الناس فتبادر إلى ذهنه “الإيميل” ليرسل من خلاله صوراً للمنتجات التي يعرضونها إلى شريحة واسعة جداً ويكون عنوانها “رسائل الجمعة”.
تواصل ربيع مع “عبد الفتاح” أحد مندوبي المبيعات في شركة أبو مرزوق العالمية القابضة للتسويق الإلكتروني وقامت الشركة بتزويده بـ 1000معرف إيميل ليقوم بإرسال الإيميلات لهم لإشهار حسابه. ولكن هذا أيضاً لم يأت بنتيجة ولم يقم أحد بالشراء من المتجر.
إن متوسط نسبة قراءة العملاء للإيميل الترويجي الجماهيري Mass Marketing(الذي لا يركز على فئة مستهدفة محددة) لا تتعدى 24% ومن أقل الصناعات في العالم استفادة من الإيميل الإلكتروني هي مستحضرات التجميل والتجارة الإلكترونية بنسبة 18.48% و 16.75% على التوالي (حسب موقع إيميل تشمب). ومتوسط نسبة نقر العملاء على الرابط في الإعلان 2% ونسبة لا تتعدى 30% فقط منهم من يقوم بعملية الشراء. فلو كانت معرفات الإيميلات محدثة وصحيحة فمن المتوقع أن يقوم بالشراء 6-7 عملاء فقط. في الحقيقة، إذا نظرنا إلى تصنيف العملاء الذين وصلتهم “رسائل الجمعة” سنجد عدد كبير منهم لا يتحدث اللغة العربية وعدد لا بأس به من غير المهتمين بهذه المنتجات إما لسعرها أو لجودتها أو لأنهم كبار سن أو من شباب والرجال إلخ…
في عام 1989م، تحدث فيليب كوتلر عن نهاية الترويجي الجماهيري وأن التسويق الشرائحي Segmented Marketing (الذي يركز على فئة مستهدفة محددة) يجب أن يركز بشكل أكثر دقة نظراً لتطور تقنيات الحوسبة في هذا الزمان!!! ليس الهدف من إرسال “رسائل الجمعة” وصولها لعدد كبير إذا كانت تلك الرسائل لا تقرأ. فهذا جهد وتكلفة لا بركة منها ما نريده هو “رسائل جمعة مباركة”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال